وفى يوم الخميس السابع من ربيع الأول عُمل المولد النبوى وابتدءوا به مِن بعد الخدمة، ومُدَّ السماط بعد صلاة العصر وفرغ بين العشاءين، وكانت العادة أَن يُبْدَأُ به بعد الظهر ويُمَدّ السماط المغرب ويفرغ عند ثلث الليل.
وفى السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر صُرف القاضي زين الدين التفهني عن قضاء الحنفية وقُرّر في مشيخة الشيخونية عوضًا عن الشيخ سراج الدين قارئ الهداية بحكم وفاته، وكان السّراج، لما مات سعى جماعةٌ في المشيخة فأَمر السلطان بجمعهم فاجتمعوا، وتعصّب جماعةٌ من أَهل الشيخونية للتَّفهنى فقرّره السلطان فيها ففرح بذلك ظنا منه أنه يضمها إليه مع القضاء، فلما لبس الخلعة بها أُحضر العينتابي وأُلبِسْ الخلعة بولاية القضاء، فسَقط من يد التفهنى، وندم حيث لا يَنفع الندم ونزل إلى الشيخونية كئيبًا، ورجع أَكثر الناس مع العينتابي إلى الصّالحية ثم إلى منزله.
وفي رابع عشرى ربيع الآخر صُرف الشيخ علاء الدين الرومى عن مشيخةِ الأَشرفية وقُرِّر عوضه الشيخُ كمالُ الدين بن الهُمَام، ولم يكن له في ذلك سعىٌ وإنما كان تَقرّر درسُه بقبّة الصالح، فطُلب إلى القلعة وأُلبس الخلعة، وكان سبب عزل علاء الدين أَن شخصًا من الصوفية مات وخَلَّف مالًا جزيلا فاحتاط عليه ونُقل عنه أُمورٌ فاحشة، فغضب السلطان وأَمر بإخراجه وعزْله منها وتقرير كمال الدين.
* * *
وفي ربيع الآخر كبست الحارة الجُودَرِيَّة في التَّفتيش على جَانِبِك الصوفى، والسبب فيه أن كِتاب نائبِ الشام ورد وفيه أَنه مختفٍ عند شخص جندى فلم يوجد، فأمر أَهلها بإخلائها وحرقها فرحلوا، وتُتبعت آثارُ جَانِبِكْ فلم يوقف له على أثر.
* * *
وفي الثالث عشرى من جمادى الآخرة صُرف القاضي محب الدين أَحمد بن نصر الله عن قضاء الحنابلة واستقر عز الدين عبد العزيز بن على بن أبي العز المقدسي الذي كان ولى قضاء الشام ودرّس بالمؤيدية، وكان قبل ذلك قديمًا ولى قضاء بيت المقدس، ثم فر