للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورحل وقت الظهر إلى مكان عُيُونِ القصب واجتاز في هذه الرحلة بقارا وحسبان (١) وكانت شديدة المشقة، ووصل هناك نائبُ طرابلس ونائبُ حماة.

ورحل قبل الفجر رابع عشرى شعبان إلى حمص فنزل بظاهرها يوم الخميس ورحل منها صبح يوم الجمعة، وزار [قبر] خالد بن الوليد وأَمر لمن فيه بمائة دينار، وكان الزحام على جسر الرستن شديدا، ونزل الرَّسْتن فى أرضٍ وعرة، ورحل سَحَرًا ودخل حماة بعد طلوع الشمس يوم السبت، ورحل بعد صلاة الجمعة فنزل العيون يوم الإثنين نصف الليل ورحل قبل الزوال فنزل تل السلطان، وأمطرت السماء على الناس مطرا شديدًا ولاقوا شدَّةً حتى نزلوا نصف الليل تلَّ السلطان فبات إلى ليلة الخميس (٢).

وهُنِّئَ السلطانُ بالشَّهر، ووصل قضاة حلب فسلموا وذكروا أنهم لم يروا هلال رمضان ليلة الثلاثاء، ثم تبين أنه ثبت لغيرهم.

ورحل يوم الخميس ثم نزل قنسرين (٣) ليلة الجمعة ثم رحل فنزل عين مباركة بعد الظهر يوم الجمعة، ثم رحل صبيحة يوم السبت خامس شهر رمضان في موكب هائل إلى حلب، فنزل الشافعي عند القاضي الشافعي، والحنفى فى منزل وحده، والمالكيُّ والحنبلي جميعًا في مدرسة وكانت الإقامة بحلب خمسةَ عشر يومًا. وفى أثنائها استقر القاضي محب الدين بن القاضي محب الدين بن الشِّحنة في قضاء الحنفية بحلب وكانت الوظيفةُ شاغرةً منذ تَحوَّل باكير إلى القاهرة، وحضر إلى السلطان أكابرُ أمراء التركمان مثل ابن رمضان وابن قراجا، ومن أُمراء العرب.


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "لعله حشية".
(٢) في هـ "السبت".
(٣) انظر عنها ٨٧ - ٤٨٦. Le Strange : op.cit. pp حيث ذكر أنها تسمى عند الأوربيين باسم Chalcis