للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه الحسين، وكان فاضلًا ذكيًا مناظرًا (١) يحفظ المذهب ويعرف كثيرًا من معانى الحديث، وكُحِّل.

٢٧ - محمد (٢) بن عبد الله بن عبد القادر الشيخ نجم الدين الواسطي السكاكيني، وقال إنه قرأَ على العاقولى ومهر فى القراءات والنَّظم والفقه، ويقال إنه أَقرأَ (٣) الحاوى ثلاثين مرة، وله شرح على "منهاج البيضاوى"، ونظم بقية "القراءات العشرة" تكملةً للشاطبي على طريقته حتى يغلب على ظن سامعه أنه نظم الشاطبي، وخَمَّس "البردة" و "بانت سعاد"، ومات بمكة في سادس عشرى شهر ربيع الآخر.

٢٨ - محمد بن علي، جمال الدين النُّوَيْرى التاجر، تنقَّلت به الأَحوال وتولَّى ببلاد اليمن التحدّث في المتجر السلطاني بعدن ثم صرف، وكان قد تسحّب من القاهرة من ديونٍ رَكِبَتْه في سنة أربعٍ وعشرين ولم يعد إليها ومات في هذه السنة بمكة، وهو أَخو المذكور قبل بسنين، المقتول في سنة أَربعٍ وثلاثين.

٢٩ - محمد (٤) بن عمر، تقى الدين بن بدر الدين بن شيخنا سراج الدين البلقيني، مات في أوّل ليلة الثاني عشر من شوّال ودُفن صبيحةَ ذلك اليوم يوم الأَربعاء على أَبيه وجدَّه، وكان مولده سنة تسع وثمانين، مات أبوه وهو طفلٌ فرباه جده وحفظ القرآن وصلى بالناس وهو صغير له نحو عشر سنين، ودرّس فى "المنهاج"، ولازم الشيخ كمال الدين الدميرى وغيره، وكان ذكيًا حسنَ النغمة ونشأَ في إملاق، ولمّا ولى عمُّه القضاء نَبُه قليلا وولى


(١) في هـ "شاطرا".
(٢) سماه الضوء اللامع ٨/ ١٢١، ج ١١ ص ٢٠٧ بمحمد بن عبد القادر بن عمر، وقال: "سمى شيخنا والده عبد الله بن عبد القادر" ولكنه وارد كما بالمتن فى شذرات الذهب ٧/ ٢٢٨، وأمامها في هامش هـ بخط البقاعي: "حررت في نسبه من أصهاره بالمدينة أنه محمد بن عبد القادر بن عمر".
(٣) علق البقاعي على هذا في هـ بقوله: "الذي أعرفه أنه لما قدم إلى دمشق قرأ عليه شيخنا الشباب اليمنى وأخذ عنه العروض، وكان لا يقدر على نظم بيت واحد، فمن بركة الشيخ صار ينظم وجادت قريحته، وما خرج الشيخ تلك السنة من دمشق حتى نظم اليمني قراءات الأئمة الثلاثة أبو جعفر ويعقوب وخلف في بحر الشاطبية وعلى روبها وقافيتها، ومزج النظمين بحيث كانا كالنظم الواحد، ويمكن أن يكون الشيخ استحسن ذلك، فلما قطن المدينة نسج على منواله والله أعلم، وقال كما كتبه لى على استدعاء أنه قرأ الفقه على الشيخ فريد الدين بن الشيخ صدر الدين الإسفراييني. والصدر هذا مصنف ينابيع الأحكام في مذاهب الأئمة الأربعة الأعلام".
(٤) في شذرات الذهب ٧/ ٢٢٩ "محمد بن محمد بن عمر البلقبني"، وهكذا سماه الضوء اللامع ٩/ ٤٣٩.