للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يزل مُكِبًّا على الاشتغال والنسخ إلى أن مات في ليلة الثامن والعشرين (١) من المحرم بمدرسة السلطان حسن بالرميلة، وله ثمان وسبعون سنة.

٣ - أحمد بن صلاح بن محمد بن محمد بن عثمان بن علي بن السمسار (٢) المعروف بابن المحمرة، شيخ الصلاحية شهاب الدين، ولد في صفر سنة سبع وستين وسبعمائة (٣)، وحفظ القرآن صغيرا، والعمدة والمنهاج.

وكان ذكيًّا، ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ زين الدين العراقي، ودار على الشيوخ وقتا، وكتب بعض الطباق ثم تشاغل بالجلوس في رحبة العيد، وتقرّر في المخبز بالخانقاه الصلاحية، ولازم السالمي فقرأ له بنفسه على جمعٍ من الشيوخ عدةً من الكتب، وسمع قديما من عبد الله بن علي الباجي، وتقي الدين بن حاتم ونحوهما، ثم أكثر عن شيوخنا منهم: البرهان الشامي، وابن أبي المجد، ثم استنابه القاضي جلال الدين في الحكم، فأقبل على ذلك بكُليته واقتنى مالًا وعقارًا.

وكان كثير الدّربة في الحكم، حسنَ التجمل جدًّا، فاتفق أن الملك الأشرف قرّر بهاء الدين بن حجي في قضاء الشام بعد قتل أبيه فسار سيرةً سيئة، فاتصل ذلك بالسلطان فعرَض ذلك على القاضي علم الدين البلقيني فاستعفى، فذكر شهاب الدين (٤) للسلطان وعَرَّفه بحسن شَكْله فقرّرَه، وذلك في سنة ٨٣٢، فتوجه وسار سيرة حسنة، فلم يزل على ذلك حتى وقع بينه وبين كاتب السرّ بدمشق القاضي كمال الدين البارزي، فسعى عليه فاستقر في القضاء وعاد إلى القاهرة، ثم لم ينشب القاضي كمال الدين أن نقل إلى كتابة السر


(١) في ز "الثامن عشر" وقد صححنا التاريخ بناء على ما ورد في الشذرات والضوء اللامع ١/ ٢٥٢ وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ١٥/ ٢٠٩ وعنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران. ترجمة رقم ٧.
(٢) عرف بالسمسار لأن أباه كان من سماسرة الغلال بساحل بولاق، كما عرف بابن المحمرة لأن أمه نسبت إلى التحمير من الحمرة، كذلك يسمى بابن الصلاح وهو لقب أبيه وجده. هذا وقد ورد في نسخة هـ إشارة فوق كلمة "صلاح" وأمامها في هامشها بخط البقاعي قوله: "إنما الصلاح لقب جده" كما أضاف في الهامش أيضًا قوله: "ويعرف أبوه بابن البحلاق" وقد وردت هذه التسمية أيضًا في شذرات الذهب ٧/ ٢٣٤ والضوء اللامع ٢/ ٥١٥ حيث سماه "أحمد بن محمد بن عثمان"، وأنكر في نفس المرجع، ج ١ ص ٣١٩، س ١٧ كلمة "صلاح" أما البقاعي فقد ترجم له في عنوان الزمان برقم ٨٥ باسم "أحمد بن محمد بن الصلاح محمد بن عثمان .. الشهير والده بابن البحلاق".
(٣) جاء فوقها في نسخة هـ بخط الناسخ "٧٦٦" ثم بخطه أيضًا في الهامش "يحرر" وجاء في هامش هذه الورقة بنفس النسخة بخط الباعي "الصواب ما في الأصل" يعني بذلك سنة ٧٦٧، وهذا هو التاريخ الوارد في ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ٧/ ٢٣٤ فقال "ولد ليلة خامس عشرى صفر سنة سبع وستين وسبعمائة. وقيل تسع. والأولى أصح".
(٤) المقصود بشهاب الدين هنا شهاب الدين بن المحمرة صاحب الترجمة.