وكان قدم مع المجهزين إلى قرا يلك في سنة ٣٢ البلاد الحلبية، ثم في النيابة سنة ٣٧، ثم خرج في العسكر إلى دفع قرا يلك فأقام بالبيرة: ثم أرسل إليه حمزة بك بن علي بك بن دلغادر يطلب منه نجدة على عمه وهو بمرعش فوصل إليه في طائفة. فلما وصل إلى مرعش جاءه فياض بن ناصر الدين بك ومعه أميران من التركمان فجهز إلى القاهرة، ثم خرج بأمر السلطان إلى تسلم قيسارية من ناصر الدين بك بن دلغادر، ثم وصل الخبر بتأخير ذلك فرجع إلى حلب في رمضان سنة ٣٨، ثم شاع ظهور جانبك الصوفي فجاء الأمر بتوجه قرقماس إلى مصر، فحضر واستقر أمير سلاح، واستقر أينال الجكمي في نيابة حلب بعده، وأطلق السلطان فياضاً وولاه إمرة مرعش، وكان قرقماس الشعباني من مماليك الناصر فرج، ثم تنقلت به الأحوال واستقر دويدار صغيراً في أوائل دولة الأشرف، ثم ولي إمرة مكة شريكاً لحسن بن عجلان، ثم عاد إلى القاهرة وولي الحجوبية الكبرى وباشرها بشهامة وصرامة، وكان مهيباً ويميل إلى الفقهاء ويجالسهم ويطالع كتب العلم، ثم ولي إمرة حلب بعد رجوع السلطان من آمد، ثم صرف عنها واستقر بالقاهرة أمير مجلس، ثم اتفق أن الأشرف مات وهو مع المجردين في البلاد الشمالية، فلما عادوا كان القائم في سلطنة الملك الظاهر جقمق - وخلع العزيز وحبس الأمراء الذين من جهته، ثم لم يلبث أن ثار الظاهر ومعه المماليك الأشرفية، فحاربه الأمراء الذين كانوا بدولة الظاهر، فانكسر وجرح جماعة وقتل جماعة، ثم احضروا في اليوم الثالث فأرسلوا إلى الإسكندرية - وكان ما تقدم.
وفي الرابع من رجب حضر الجماعة لقراءة البخاري بالقصر وحضر معهم السلطان، ثم انقطع وصار يحضر أحياناً وشرط عليهم عدم اللغط، واستقر برهان الدين إبراهيم بن عمر - بن حسن البقاعي قارئاً عوضاً عن نور الدين السويفي إمام الملك الأشرف، واستحسنوا قراءته وفصاحته.