للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٠ - محمد بن أَحمد بن مزهر، شمس الدين، كاتب بيت المال بدمشق (١)، كان أَحد الرؤساء بها، ولى كتابة بيت المال مدة، وهو أَخو بدر الدين بن مزهر الذي ولى كتابة السر بدمشق بعد هذا بمدة، قالوا: وكانت عنده جرأَة ومجازفة في الكلام. مات في شوال.

٣١ - محمد (٢) بن أَحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق، أَبو عبد الله التلمساني المالكيّ العجيسي (٣)، ولد بتلمسان سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وسمع بالمغرب من منصور المنشدالي (٤) وابراهيم بن عبد الرفيع وأَبي زيد بن الإمام وأَخيه أَبي موسى (٥) ورحل قديمًا فسمع بمكة من عيسى الحجى وغيره، وبمصر من أَبى الفتح بن سيد الناس وأَبي حيان وغيرهما، وبدمشق من ابن الفركاح، وبالمدينة من الحسن بن على الواسطى خطيب المدينة ومحمد بن محمد (٦) بن خلف العطار (٧) وغيرهما، وكان قد تقدم في بلاده وتمهر في العربية والأَدب والأُصول، ثم رحل ثم رجع فتقدم أَيضا، ثم قدم مصر سنة ثلاث وسبعين فدرّس بالصرغتمشية والشيخونية والقمحية (٨) بمصر، وكان يكتب خطا حسنًا، وله "شرح الشفاء" رأيتُه بخطه لم يكمله، وشرح "العمدة" فى خمسة مجلدات جمع فيه بين كلام ابن دقيق العيد وابن العطار والفاكهاني وغيرهم، قال ابن الخطيب: "كان مليح الترسل حسن اللقاء كثير التودد طيب الحديث ممزوج الدعابة بالوقار والفكاهة بالتنسك، كثير المشاركة، غاصَّ المنزل بالطلبة مشاركا في الفنون.

اشتمل عليه السلطان أَبو الحسن وأَقبل عليه إقبالًا عظيما، فلما مات أَفلَتَ من النكبة في وسط.

سنة اثنتين وخمسين، ودخل الأُندلس فاشتمل عليه سلطانها وقلّده الخطابة، ثم رجع إلى باب أَبي عنان في سنة أَربع وخمسين، وقد عنى بالحديث ولقاء المشايخ، وتَكثّرَهم حتى بلغ عدد شيوخه أَلف شيخ، ثم تقدم عند أَبي سالم، ثم وقعت له الكائنة المشهورة فانتُهِبَتْ أَمواله


(١) راجع النجوم الزاهرة (ط. بوبر) ٥/ ٣٤٣، طبعة القاهرة ١١/ ٢٠٢.
(٢) راجع ترجمته في الدرر الكامنة ٣/ ٢٦٠، وشذرات الذهب ٦/ ٧١.
(٣) أمامه في هامش ز بغير خط الناسخ "أبو عبد الله محمد بن مرزوق التلمساني المالكي، له شرح العمدة في خمس مجلدات وشرح الشفا غير كامل".
(٤) "المشدالي" بتشديد الدال في ز، هـ، راجع شذرات الذهب ٦/ ٧١.
(٥) "أبي" محذوفة من الشذرات، شرحه.
(٦) "أحمد" في الدرر الكامنة ٣/ ٩٠٧.
(٧) "المطرى" ف ز، هـ.
(٨) "النجمية" في ز، هـ.