للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره وظهرت فضائله، ثم ولي قضاء العسكر بعد أن كان ينوب عن الجمال للتركماني ثم عزل، وقرأت بخط القاضي تقى الدين الزبيري: كان عالماً فاضلاً، له وجاهة في كل دولة، وكان أول ما قدم، لازم درس القاضي زين الدين البسطامي وهو قاضي الحنفية في ذلك الوقت، ثم لازم القاضي علاء الدين التركماني فأذن له في العقود والفروض بالحانوت الذي بين القصرين مقابل المدرسة الصالحية، ثم قويت شوكته لما مات علاء الدين وولي ولده جمال الدين، فاستنابه ولم يستنب غيره واستبد بجميع الأمور، ولما مات علاء الدين بن الأطروش محتسب القاهرة كان بيده قضاء العسكر فسأل الهندي شيخو فيه، فامتنع وأعطاه أقطاعاً جيداً، فتوجه الهندي إلى صرغتمش وسأله فيه فولاه، فشق ذلك على شيخو، ثم قتل شيخو فعظمت منزلة الهندي عند صرغتمش وعند السلطان حسن، فلما أمسك صرغتمش عمل الهرماس على الهندي وقال للجمال التركماني: إن السلطان رسم بعزل الهندي فعزله، فتغير خاطره من القاضي وهجره وأقام بمنزله والناس يترددون إليه ويقرؤون عليه ويلازمون دروسه والأخذ عنه، ثم قربه السلطان حسن وصار هو وابن النقاش يلازمانه ويركبان معه في السرحات، ويدخل القاهرة وهما معه ورتب لهما الرواتب العظيمة، فاتفق أن الهرماس حج سنة ستين فتمكن الهندي وابن النقاش من الطعن عليه عند السلطان وأطلعاه على احواله إلى أن تغير عليه وامتحن المجنة المشهورة فتمكن الهندي ثم خمل لما أمسك السلطان مدة يلبغا، ثم لما ولي الأشراف تقدم عند الجاي وغيره وقرر في قضاء الحنفية استقلالاً سنة تسع وستين، ولما مات البسطامي أضيف إليه تدريس جامع ابن طولون، وتكلم في أوقاف الشافعية لما ولي الجاي نظر الأوقاف، فلما حضر مع استعرض الدروس في الجامع الطولوني وبالمدرسة الأشرفية وضيق عليهم، فقام الهندي، فقام الهندي في ذلك قياماً عظيماً وأغلظ له في القول حتى قال: إقطاعك يبلغ ألفي ألف درهم وتستكثر على الفقيه المسكين هذا القدر!

<<  <  ج: ص:  >  >>