للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شخص يقال له ابن نهار على القاضي ابن جماعة بالإساءة والسب، وكتب فيه تصنيفا واستمر على ذلك مدّة حتى لقى ابن جماعة قد خرج من عند برقوق فشتمه ولعنه، فأمسكه ابن جماعة ودخل به إلى برقوق وقال له: "هذا قال لي كذا وكذا"، فلم يجبه فعزل نفسه ونزل إلى تربة الشيخ جمال الدين الإسنائى - ظاهر باب النصر - ليسافر منها إلى القدس، فقام الأمراء الذين حضروا ذلك مثل قطلوبغا الكوكائي وسودون الشيخونى وأياس الصرغتمشى وسألوا برقوق في عقد مجلس" فذكر قصَّتَه. وفي آخرها "أنه جُرّس ونفى".

* * *

وفيها ثار جماعة على الملك الأشرف صاحب اليمن وأرادوا الفتك به وتولية خاله المظفر، فعُرف بهم وأراد القبض عليهم، فهربوا إلى "الدملوه"، فخرج عليهم العرب فأمسكوهم وأحضروهم إليه فاستتابهم (١) وعفا عنهم.

وقيل كان ذلك في السنة التي قبلها.

وفيها وقع بين العادل صاحب الحصن وبين السليمانية - ورئيسهم عزيز الدين - وأعان صاحب بَدْلِيسُ (٢) وجميع حكام ديار بكر، ومن جملتهم سيف الدين النجبى صاحب جزيرة ابن عمر، فعرّف عزيز الدين بكثرة العساكر، فأرسل أباه بهاء الدين في الصلح فاجتمع أبوه بصاحب أرزن فجمع بينه وبين العادل فأقبل عليه ورحل عنهم.

* * *

وفيها في شعبان كائنة الشيخ شمس الدين القونوي (٣) وكان مقيما بزاويته بالمزة وللناس فيه اعتقاد، وكان شديد الإنكار على أهل الظلم، ورسائلُه إلى الحكام لا تُرَد. فاتفق أن الحاجب "يلو" - نائب الغيبة بدمشق - عزل ابن بلبان من ولاية البر وكتب فيه إلى مصر


(١) في ل "استنابهم".
(٢) الضبط من ابن عبد الحق البغدادي: مراصد الاطلاع، ١/ ١٧١، حيث ذكر أنها بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط.
(٣) "المقريزي" في ل.