للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمصر وهو بعيد (١) في عينتاب (٢)، ولم أتشاغل بتتبع عثراته، بل كتبتُ منه ما ليس عندى، مما أظن أنه اطلع عليه من الأمور التي كنّا نغِيب عنها ويحضرها، وسمّيتُه:

إِنْبَاءِ الغُمْرِ: بِأَنْبَاء (٣) العُمْرِ

والله أسأل أن يختم لنا بخير.

* * *

وهذا الكتاب يحسن من حيث الحوادث أن يكون ذيلا على ذيل (٤) تاريخ الحافظ عماد الدين بن كثير، فإنه انتهى في ذيل تاريخه إلى هذه السنة؛ ومن حيث الوفيات أن يكون ذيلًا على الوفيات التي جمعها الحافظ تقى الدين بن رافع (٥) فإنها انتهت أيضا إلى أوائل هذه السنة، وعلى الله تعالى أعتمد، ومن فيض كرمه أستمد وهو المستعان، وعليه التكلان.

ثم قدّر الله سبحانه لي الوصول إلى حلب (٦) - حرسها الله تعالى - في شهر رمضان سنة ست وثلاثين [وثمانمائة]، فطالعتُ تاريخها الذي جمعه الحاكم بها العلّامة الأوحد الحافظ. علاء الدين (٧) ذيلًا على تاريخها لابن العديم وقد بيض أوائله، فطالعْتُه كله من المبيضة ثم من المسودة، وأَلحَقتُ فيه أشياء كثيرة، وسمعتُ منه أيضا وسمع منِّي، متّع الله ببقائه.

* * *


(١) في ظ، هـ "بعد".
(٢) عينتاب التي ينسب إليها المؤرخ العينى، قلعة حصينة ورستاق قرب حلب، كما أن رستاقها دلوك، راجع ابن الحق البغدادي: مراصد الاطلاع ٢/ ٩٧٧.
(٣) في ظ "انباء" بدون همزة للألف الأولى، ولكن توجد نقطة فوق النون وفى هـ "أبناء".
(٤) "ذيل" غير واردة في ظ.
(٥) راجع ترجمته في وفيات ٧٧٤ هـ، وفى الدرر الكامنة لابن حجر ٣/ ١١٧٦، وابن قاضي شهبة: الأعلام بتاريخ أهل الإسلام (صورة شمسية بدار الكتب المصرية) ورقة ١٢٢٤، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ٦/ ٢٣٤، هذا وقد نشر له عباس العزاوي كتاب "تاريخ علماء بغداد" المسمى "منتخب الآثار"، بغداد ١٩٣٨.
(٦) وذلك صحبة الحملة التي قام بها الملك الأشرف برسباي، ولكنها لم تؤد إلى نتيجة، وقد كان من رأى ابن حجر الذي لم يبخل به علي برسباى هو ألا جدوى من هذه الحملة.
(٧) أمامها في هامش هـ "أبي عثمان بن خطيب الناصرية الشافعي"، وتحتها أمام ابن العديم "وأظن أنه صاحب كتاب المستطرف في كل فن مستظرف".