وكان السبب في ذلك أن الناصري لما وصل إلى سيواس راسله القاضي برهان الدين صاحبها يطلب الأمان واقترح أن الناصري يرحل بالعسكر إلى الجانب الآخر ليخرج إليه ويسلمه منطاش فخشي الناصري من المكيدة فاحترز ورحل فنزل قريباً فاستمر أكثر العسكر راجعاً إلى حلب، فلما تحقق برهان الدين ذلك ركب في عسكره ومعه منطاش ومن انضوى إليه فحملوا على الناصر فثبت لهم وحمل عليهم بمن معه فانهزموا وطلبوا المدينة واستمر في حصارها إلى أن أذن له في الرجوع إلى حلب فقتل من التتار خلق وأسر منهم نحو الألف وغنموا كثيراً من خيولهم ورجعوا إلى حلب وقتل إبراهيم بن شهري نائب دوركي على سيواس، ثم توجع العسكر إلى حلب ثم إلى القاهرة فدخلوها في ثالث شعبان، وكان توجههم من حلب في ربيع الآخر، وكبيرهم يونس الدوادار وكان خروج المدد لهم مع ملكتمر في جمادى الآخرة.
وفيها أراد الطنبغا الجوباني نائب الشام المخامرة، فطن به بعض الأمراء فكاتب السلطان بأنه ضرب طرنطاي حاجب الحجاب، واستكثر من استخدام المماليك ونحو ذلك، فأذن له بالقبض عليه، فأحسن الطنبغا بذلك فركب جريدة إلى القاهرة مظهراً للطاعة متنصلاً مما نقل عنه، فتلقاه فارس الجوكندار إلى سرياقوس، فسار به إلى الإسكندرية فسجنه بها في شوال، واستقر طرنطاي نائب دمشق، وحمل إليه التقليد مع سودون الطرنطاي الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك، وأمر طرنطاي بقبض الأمراء البطالين ببلاد الشام، وبالقبض على كثير ممن يظن به المخامرة، فقبض على عدد كثير وقبض على الطنبغا المعلم أمير سلاح وقزدمر رأس