وفي إمارة منطاش ثارت الفتنة بين أمراء العرب وأمراء التركمان والمماليك المنفيين، ثم اتفقوا كلهم على العصيان فقاتلهم مبارك شاه نائب الوجه القبلي فهزمهم.
وفي سلخ شوال استقر القاضي صدر الدين المناوي أحد نواب الشافعية في القضاء عوضاً عن ناصر الدين ابن بنت الميلق، وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري، وأجازنيه أن السبب في ذلك أن ديناراً اللالا الأشرفي كان وقف رزقه على جامع المارداني، وكان القاضي ناصر الدين يومئذ يعمل فيه الميعاد للعامة ففوض إليه نظرها، فلما غلب منطاش على الملك استعظمها لأنها كانت قديماً أقطاعه فعارضه فيها القاضي وكرر السؤال في أمرها، فقيل لمنطاش إن الحدود التي في كتاب الوقف مغايرة لحدود الطين المذكور، فعرض ذلك على القاضي فصمم على أنها وقف، فغضب وعزله وولي المناوي وكان أحد من ينوب في الحكم عن ابن بنت الميلق فأقام أربعين يوماً، ثم حصلت حركة منطاش إلى الشام فرام من المناوي أن يقترض ما في المودع من الأموال فامتنع فعزله، وقرر بدر الدين بن أبي البقاء بعد أن كان بدر الدين سعى في قضاء دمشق وكتب توقيعه عوضاً عن سري الدين وأفردت لسري الدين المشيخة وخطابة الجامع، ثم بطل أمر بدر الدين عن دمشق، واستقر في قضاء الشم شهاب الدين القرشي، قرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري، عزل المناوي بعد أن نزل منطاش بالريدانية، وخلع على بدر الدين هناك، فدخل القاهرة وهو بالخلعة، واستناب صدر الدين ابن رزين في غيبته، وكان صاهر عنده وقرر ولده جلال الدين في إفتاء دار العدل فكانت مدة ولاية المناوي وهي الأولى نحو أربعين يوماً.