للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى إمارة منطاش ثارت الفتنة بالصعيد بين أُمراء العرب وأُمراء الترك (١) والمماليك، ثم اتفقوا كلهم على العصيان فقاتلهم مبارك شاه نائب الوجه القبلى فهزمهم، ثم تكاثروا

* * *

وفى سلخ شوال استقر القاضي صدر الدين المناوى - أَحد نواب الشافعية - في القضاء عوضًا عن ناصر الدين بن الميلق.

وقرأتُ (٢) بخط القاضي تقى الدين الزبيرى وأَجازنيه أَن السبب في ذلك أَن دينارًا - اللالا الأَشرفي - كان وقف رزقه على جامع الماردانى (٣). وكان القاضي ناصر الدين يومئذ يعمل الميعاد للعامة. ففوّض إليه نظره. فلما غَلب منطاش على المُلك استعظمها لأَنها كانت قديما إقطاعه. فعارضه فيها القاضي وكرّر السؤال في أَمرها: فقيل لمنطاش إن الحدود التي في كتاب الوقف مغايرةٌ لحدود الطين المذكور. فعَرض ذلك على القاضي فصمّم وقال (٤) إنها وقف. فغضب منه وعزله وولَّى المناوى وكان [المناوى] أَحد من ينوب في الحكم عن ابن الميلان. فأَقام أَربعين يوما: ثم حصلت حركة منطاش إلى الشام فرام من المناوى أَن يقرضه ما في المودع من الأَموال فامتنع فعزله، وقرّر بدر الدين بن أَبي البقاء بعد أَن كان بدر الدين سعى في قضاء دمشق: وكتب توقيعه عوضا عن سريّ الدين: وأَفْردت لسريّ الدين المشيخةُ وخطابة الجامع، ثم بطل أَمر بدر الدين عن دمشق واستقرّ في قضاء الشام شهاب الدين القرشي.

قرأْتُ بخط القاضي تقى الدين الزبيري: "عُزِل المناوى بعد أَن نزل منطاش بالريدانية، وخُلع على بدر الدين هناك، فدخل القاهرة وهو بالخلعة واستناب صدرَ الدين بن رزين في غيبته وكان صاهره وقرّر ولده جلال الدين في إفتاء دار العدل، فكانت مدة ولاية المناوى - وهي الأُولي - نحو أَربعين يومًا".


(١) في ز "التركمان".
(٢) العبارة من هنا حتى "سعى في قضاء دمشق" س ١٣ ساقطة من ظ.
(٣) جامع الماردانى بقع خارج باب زويلة، وقد تم إنشاؤه في رمضان سنة ٧٤٠ هـ، راجع ما كتبه بشأنه المرحوم محمد رمزى في تعليقاته في أبى المحاسن، النجوم الزاهرة ج ٩ من ١١٢ حاشية رقم ٣.
(٤) في ز "على".