للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما بلغ السلطان ذلك قرّر في نيابة دمشق سودون الطرنطاى (١) فخرج إليها في عاشر ربيع الأول ودخلها في العشر الأخير منه، فلم يلبث أن مات في شعبان (٢) وكانت ولايته ستة (٣) أشهر، واستقر مكانه كمشبغا الأشرفى، ومات من مماليكه وجماعته نحو مائة نفس بالطاعون.

وفى سادس الأول ولى جمال الدين [محمود] العجمي (٤) - قاضي الحنفية - مشيخة الشيخونية بعد وفاة العز [يوسف] الرازي.

* * *

وفى نصف الأول أمر السلطان القضاة (٥) بتخفيف النواب، وكان القاضي عماد الدين الكركي قد استكثر منهم جدا حتى استناب من لم تَجْرِ له عادة بالنيابة مثل جمال الدين العرياني وولى الدين بن العراقي وعز الدين عبد العزيز البلقيني ونحوهم، فعزل من نوابه أكثر من عشرين نفسًا، وأبقى تقى الدين الزبيرى وتقيّ الدين الإسنائي وفخر الدين القاياتي خاصة، فهؤلاء الثلاثة في إيوان الصالحية بالنَّوبة، وأذن لبهاء الدين أبي الفتح البلقيني بالجلوس بالقبة وآخر معه بالنَّوبة.

واستقر القاضي المالكي بخمسة من النواب أيضا، وهم ابن الجلال وجمال الدين الأقفهسي وشهاب الدين الذفرى وخلف الطوخى. وقد ولى الأولان القضاء استقلالا بعد ذلك، وناب عنه بمصر جمال الدين القيسي (٦).

وفى هذا اليوم أمر السلطان أن ينقل محب الدين بن الشحنة - قاضي حلب - من عند محمود فتسلَّمه والى القاهرة وكذلك تسلَّم علاء الدين ألبيرى موقِّع الناصري، وكان قبض


(١) راجع ص ٤٣٢، س ٥.
(٢) الوارد في جميع نسخ المخطوطة المتداولة هنا "رمضان"، والثابت أنه مات في شعبان، انظر الصيرفي: نزهة النفوس، ورقة ٤٠ أ.
(٣) في ز "سبعة".
(٤) في ظ "الحيضرى"، في ل "الحضرمي" وفي ز "الحضرى".
(٥) أشار ابن الصيرفى إلى القاضي عماد الدين الكركي فقط وأهمل بقية القضاة.
(٦) في ل "العينى"، وفى ز "العبسي".