وفيها مات أبو عامر عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني صاحب فاس وبلاد المغرب في جمادى الآخرة، وملك بعده أخوه أبو سعيد عثمان، ودبر أمره الشيخ أحمد بن علي الفياضي كما كان يدبر أمر أخيه من قبله.
وفي أواخر ذي الحجة ضعف السلطان ضعفاً شديداً حتى إنه صلى العيد بالجامع واستمر به الإسهال إلى ثالث عشرين ذي الحجة وكثر الإرجاف بموته مراراً فأكثر من التصدق عنه وأكثر من ذلك جداً حتى قيل إن جملة ما تصدق به مائتا ألف وخمسون ألف مثقال من الذهب ومن الفضة والفلوس والغلال والقماش نحو ذلك: وفي سابع عشرين ذي الحجة عوفي قليلاً فنودي بالزينة وحضر ذلك اليوم المبشر من الحجاز بأخبار الحجاج، وفي السابع والعشرين من ذي الحجة كانت العرب أفسدت بالشرقية فقبض الكاشف على جماعة منهم فأمر السلطان بتوسيطهم، ففعل بهم ذلك وزفوا من القاهرة إلى بلبيس وكانوا أكثر من مائتي نفس، وفي الثامن من ذي الحجة أمر السلطان بعرض مماليك على باي وكانوا سبعين فأطلق بعضهم، ورد بعضهم على تجارهم الذي اشتراهم منهم على باي، وأمر بضرب الخواص منهم بالعصي تقريراً ليخبروه بجلية الأمر، وسمر منهم أربعة ووسطوا، وفرق الكتابية الصغار على الأمراء،