للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - إبراهيم بن عبد الله الخلاطى الشريف، وُلد قبل سنة عشرين ونشأَ في بلاد العجم، وتعلَّم صناعة اللازورد وكان يحترف منها، وقدم الديار المصرية فعظَّمه أهل الدولة وكان ينسب إلى عمل الكيمياء، وكان لا يخرج من منزله وأكثر الناس يترددون إليه، وكان السلطان يمرّ بداره - وهي بفم الخور - فيكلمه وهو راكب ويتحدث هو معه من فوق منزله.

مات في جمادى الأُولى وحضر جنازته أَكثر الأُمراء، وقرأتُ (١) في تاريخ العينتابي أَنه الشريف حسين الأَخلاطى الحسينى، قال: "وكان منقطعا في منزله ويقال إنه كان يصنع اللازورد واشتهر بذلك، وكان يعيش عيشَ الملوك ولا يتردّد إلى أَحد، وكان ينسب إلى الرفض لأَنه كان لا يصلى الجمعة ويدعى من يتبعه أَنه المهدى، وكان في أَول أَمره قدم حلب فنزل بجامعها منقطعا عن الناس فذكر للظاهر وأنه يعرف الطب معرفة جيّدة فأَحضره إلى القاهرة ليداوى ولده محمدا، فأَقبل عليه السلطان وشرع في مداواة ولده فلم ينجح فاستمر مقيها بمنزله على شاطئ النيل إلى أَن مات في أَول جمادى الآخرة، وقد جاوز الثمانين وخلَّف موجودًا كبيرًا ولم يوص بشيءٍ، فنزل قلمطاى الدوادار الكبير فاحتاط على موجوده فوُجد عنده جام ذهب وقوارير فيها خمر وزنانير للرهبان ونسخة من الإنجيل وكتب تتعلَّق بالحكمة والنجوم والرمل وصندوق به فصوص مثمنة على ما قيل".

٣ - إبراهيم بن على بن محمد بن أبي القاسم بن فرحون اليعمرى المدنى، سمع من الزين ابن على الأسوانى والجمال المطرى وتفرّد عنه بسماع تاريخ المدينة، وتفقه وولى قضاءَ المدينة، وأَلَّف كتابا نفيسًا في الأَحكام (٢). مات في عيد الأَضحى وقد جاوز السبعين (٣)

٤ - إبراهيم بن يوسف الكاتب الأَندلسي وزير صاحب المغرب، كان خالف عليه مع أَخيه أَبي بكر وظفر به أَبو فارس فصلبه (٤) في هذه السنة.

٥ - أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العزَّ بن صالح بن أبي العزِّ بن وهيب الأَذرعى ثم الدمشقي الحنفى، نجم الدين بن الكشك، وُلد سنة عشرين (٥) وسمع من الحجّار وحدّث


(١) من هنا حتى نهاية الترجمة غير وارد فى ظ.
(٢) واخر فى طبقات المالكية، راجع ابن حجر في الدرر الكامنة ١/ ١٢٤.
(٣) فى ل "التسعين"، وفى ز، هـ "قارب السبعين" وهى نفس عبارة الدرر الكامنة.
(٤) فى ل "فقتله"، راجع الدرر الكامنة ٨١/ ٢٠.
(٥) في رفع الإصر، ورقة ٢٣ أ. "سنة عشر وسبعمائة".