للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ثالث عشر شهر ربيع الآخر أمر السلطان بالتجهيز إلى مكة في رجب، ونودى لمن أراد أن يتوجه من الناس، فشرع جماعةٌ في التجهيز. وكان لهم من سنة ثلاث وثمانين ما توجّهوا في رجب، وكان السبب في ذلك ماوقع في المسجد الحرام من الاستهدام، فجهَّز السلطان أميرا من عنده اسمه (١) بَيْسَق وهو حينئذ أمير آخور ومعه مال بسبب العمارة.

وفى هذا الشهر أُمِّر بُكْتَمِر جلق أمير أربعين.

وفيه عاود السلطان الحكم بين الناس في يومى السبت والثلاثاء بعد أن كان ترك ذلك لما وعك.

وفي خامس عشرى هذا الشهر حضر عند السلطان - وهو في الإصطبل - شخص عجمي، فقعد معه في المقعد، فاغتنم غفلة من الحاضرين فأمسك هو بلحية السلطان وسبّه، فبادر بعض المماليك فأقامه واستمر هو على شتْم السلطان، فتسلَّمه أحمد بن الزين الوالي فأنزله إلى بيته فضربه ضربا وجيعا (٢) فمات بعد أيام، ولم يطلع على حقيقة أمره.

وفيها (٣) استقر تاج الدين بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الأرمني في الوزارة، وكان أبوه نصرانيا صيرفيا بمنية عقبة من جيزة مصر، ثم أسلم واستقر صيرفيا بقطية، فلما مات استقر ولده هذا في وظيفته ثم ترقَّى إلى أن صار عامل البلد، ثم صار مستوفيا، ثم ولى نظرها ثم أُمِّر (٤) بها، وجمع له بين الولاية والنظر، ولبس بزىّ الجند.


(١) عبارة "اسمه بيسق وهو حينئذ أمير آخور" غير واردة في ظ.
(٢) في ز "وخنقا". وفى هـ: "وعاقبه ضربا وخنقا".
(٣) أمامها في هامش هـ "ابن أبي الفرج".
(٤) في ز، ظ، هـ "إمرتها".