للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى حادي عشر شهر رجب استقر في الحسبة بالقاهرة الشيخ تقي الدين أحمد بن علاء الدين على المقريزي، وصُرف البَجَانسي، وسافر البَجَانِسي مع الحاج في رجب.

وفى يوم الاثنين خامس عشر شهر رجب استقر فى قضاء الشافعية القاضي صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوى - وهي الولاية الثالثة -، وصُرف القاضي تقى الدين عبد الرحمن ابن محمد الزُّبَيْرى ولم يعد الزُّبَيْرى إلى المنصب بعدها، وكان محمود السيرة في ولايته. وكان السبب في ولايته أن أصيل الدين محمد بن عثمان الإشْلِيمي (١) كان ولى قضاء الشام وصُرف شمس الدين الإخنائى، واستناب أصيلُ الدين شهابَ الدين بن حجي في الحكم والخطابة ومشيخة الشيوخ فباشر عنه (٢).

ثم حضر أصيل الدين وباشر بنفسه ثم صُرف، فسعى في هذه الأيام في قضاء الشافعية بالقاهرة، وقيل إن ذلك كان بمواطأة صدر الدين لينفتح له باب السعى في العود، فلما كاد أمْر أصيل الدين يتم قيل للملك الظاهر: "إن كان ولابد من عزل الزبيرى فأعِدْ صدر الدين"، فوقع ذلك، واجتمع من لا يحصى فرحًا به بحيث امتلأت القلعة والقصبة من الفقهاء والجند وغيرهم، وأظهروا من الفرح به ما لا يُعَبّر عنه. قرأتُ بخط القاضي تقى الدين الزبيري: "لم يزل فتح الدين من حين ولى كتابة السر يعمل على عزلى، وأعانه على ذلك ابن غراب بعناية المحلى التاجر إلى أن أجابهم السلطان وكان يقول: أنا أعرف أن الزبيرى رجل جيد ولكني أريد أخْذ مال المناوى. ولما استقر شرع في التنقيب علىَّ في أيام مباشرتى وحصل منه الضرر لكثيرٍ من الناس لاسيما من يلوذ بى، وفاوض السلطان بشيء من ذلك فلم يأذن له".


(١) كان توليه قضاء الشام فى شعبان ٨٠١، راجع ابن طولون: قضاة دمشق ص ١٢٧؛ والضبط من الضوء اللامع ج ١١ ص ١٨٥ حيث ذكر أنه منسوب إلى إشليم وهى إحدى قرى الغربية، وقد جاء عنها في القاموس الجغرافي، ج ٢ ق ٢ ص ١٩٩ - ٢٠٠ أن جوتييه ذكرها في قاموسه باسم Hat Childoum ، وأنها مدينة مقدسة لعبادة الإله أوزوريس؛ على أنه يلاحظ أنها ضبطت بفتح الهمزة في القاموس الجغرافى، وأشار إلى أنها في قوانين الدواوين لابن ممانى من أعمال جزيرة قويسنا، وفى التحفة السنية من أعمال الغربية، وقد اكتفى السخاوى في الضوء اللامع ٨/ ٣٤٠ بذكر البلد دون الإشارة إلى موقعه.
(٢) بعد هذا في بعض النسخ "من نصف رمضان، ثم توجه الأصيل. ويقال إنه بذل فى ذلك مالا كبيرا جدا، إستدان أكثره".