للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع منه صاحبنا الحافظ غرس الدين وأظنه استجازه لى، ومات في شهر ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.

٢ - أحمد (١) بن أحمد بن عبد الله الزهوري العجمي نزيل دمشق ثم القاهرة، كان بزى الفقراء وحصلت له جذبة فصار يهذى في كلامه ويخلط وتقع له مكاشفات، منها أنه لما كان بدمشق - وكان الملك الظاهر حينئذ بها جنديا - رأى في منامه أنه ابتلع القمر بعد أن رآه قد صار في صورة رغيف خبز، فلما أصبح اجتاز بالشيخ أحمد فصاح به "يا برقوق أكلت الرغيف! " فاعتقده، فلما ولى السلطنة أحضره وعظّمه وصار يشفع عنده فلا يردّه، ثم أفرط حتى كان يحضر مجلسه العام فيجلس معه على المقعد الذي هو عليه ويسبُّه بحضرة الأمراء، وربما بصق في وجهه ولا يتأثر لذلك، وكان يدخل على حريمه فلا يحتجبن منه، وحُفِظت عنه كلمات كان يلقيها فيقع الأمر كما يقول، فكان للناس فيه اعتقاد كبير.

٣ - أحمد (٢) بن أحمد بن محمد بن [على (٣)] الطولونى شهاب الدين كبير المهندسين كان عارفًا بصناعته فيها قديما، وكان شكلا حسنا طويل القامة وعظمت منزلته عند الملك


(١) اكتفي النجوم الزاهرة ٦/ ١٤١ بأن سماه "الشيخ المتعبد المجذوب المعروف بالزهوري"، لكن انظر نزهة النفوس ج ٢ ص ٢٨ ترجمة رقم ٣٠٥.
(٢) هذه هي أول ترجمة بدأ بها ابن حجر وفيات هذه السنة في ظ، لكنه عاد فكررها بصورة أخرى في ورقة ١٣٩ (منها فقال "أحمد بن أحمد محمد الطولوني، شهاب الدين كبير المهندسين، لبس بزى الترك وتقدم عند الظاهر إلى أن صير من الخاصكية وأمره عشرة وتزوج أخته ثم طلقها وزوجها بنو روز وتزوج بنت أخيها. مات شهاب الدين في رجب"، راجع حاشية رقم ٣ هذه الصفحة، هذا ويلاحظ أن اسمه ورد في هـ: "أحمد بن محمد بن أحمد الطولوني". انظر السخار: شرحه، ج ١ ص ٢٢٢، س ا وما بعده حيث يشير إلى أن ابن حجر خلط ترجمة أحمد هذا بترجمة أبيه في الإنباء.
(٣) فراغ في جميع النسخ وقد أضيف ما بين الخاصرتين من الضوء اللامع ج ١ ص ٢٢١.