للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقع في الركب الشامي من الموت فجأَة أَمر عجيب، حتى كان الرجل يمشى بعد ما أَكل وشرب واستراح فيرتعد ميتًا، فمات منهم (١) خلق كثير.

وفي المحرم استقرَّ ابن السائِح الرملي في خطابة القدس، بذل فيها ثمانين أَلف [درهم] فصُرِف ابن غانم النابلسي.

وفي ليلة السابع عشر من المحرم زُلزلت دمشق، وكانت [زلزلة] لطيفة.

وفى الثامن من صفر قَبض الأمير تنم علَى أَحمد بنِ خاص ترك شادّ الدواوين بالقاهرة، وكان الملك الظاهر جهّزه لتحصيل الأَموال المتعلقة بالسلطنة في البلاد الشامية، فتسلَّمه علاء الدين ابن الطبلاوي واستصفى جميع ما معه من مالٍ وغَنمٍ وغير ذلك، ثم بسط [تنم] يده (٢) في الظلم والمصادرة ورمْيِ السكر (٣) وغيره على التجار وذوى الأَموال حتى من الفقهاء والأَيتام، فكثُرَ الدعاء على الأَمير تنم بهذا السبب وأَبغضه عوام الناس وأَكثرُ خواصِّهم.

وفى الثامن عشر من صفر حَلَّف الأَمير تنم الأُمراء، وكان أَطلق جلبان وآقبغا اللكاش وعدةً من المحبوسين، وأَرسل إِلى نائب (٤) طرابلس بأَن بحهّز مركبًا إِلى دمياط لإحضار من كان بها محبوسًا (٥).

وفي صفر قُبض على بدر الدين الطوخي وأُلزم بمائة أَلف درهم ثمنَ لحم تأَخَّر عنده في أَيام وزراته للأَمير أَيْتُمشْ، فتسلمه مشدّ الدواوين وعصره، فباع واقترض إِلى


(١) في ز، ع "منه".
(٢) يقصد بذلك إطلاقه يد ابن الطبلاوي؛ راجع أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢/ ١٨٢.
(٣) وهو السكر الوارد من الغور.
(٤) هو يونس المعروف ببلطا وبالرماح، راجع ترجمته في السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٣٢١.
(٥) أشار النجوم ١٢/ ١٨٠ إِلى اسم نوروز الحافظي فقط.