للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم جاور بمكة ثم عاد إِلى دمشق وحدّث وسمع منه الياسوفي وغيره من القدماء. مات (١) في شعبان.

٦٩ - على (٢) بن إبراهيم بن علي بن يعقوب بن محمد بن صقر الكلبي (٣) الحلبي الكاتب، كان من رؤساء الحلبيّين ومن أَهل بيت فيهم، سمع على محمد وصافى ابنىْ نبهان [الجبرييّن] "الأَربعين المجيرية" المخرّجة لابن المجد بسماعهما منه، وأَجاز لي في سنة اثنتين وثمانمائة.

وفي هذه السنة حدث بالأَربعين المذكورة فسمعها منه قاضي حلب العلاء، وذكره في ذيل تاريخ حلب وأَثنى عليه وقال: "مات في الكائنة العظمى في هذه السنة بحلب"؛ قلت: وقد حدّثْتُ أَنا والقاضي علاء الدين بهذه الأَربعين في سنة ستٍ وثلاثين وثمانمائة، أَنا بالإجازة المكاتبة عنه وهو بالسماع، وخرّجت عليها بأَسانيدى إِلى "مَن" في أَثناء كل حديث منها وبعلو.

٧٠ - على بن أَحمد بن محمد بن عبد الله بن محمود المرداوي ثم الصالحي الحنبلي، علاء الدين كاتب الحكم للحنابلة، أُسْمِع الكثير على زينب بنت الكمال وعائشة (٤) بنت المسلم و [البدر أَبي المعالى] ابن أَبي التائب وابن الرضى (٥) وغيرهم، سمعْتُ منه الكثير. مات في رمضان وقد جاوز السبعين، وقال ابن حجيّ: "كان أَقدمَ مَن بقى من شهود الحكم، شهد على المرداوى الكبير، وكان خيرًا جيدًا".


(١) كان موته إبان الكائنة العظمى.
(٢) لم ترد هذه الترجمة في ظ.
(٣) "الطيبي" في بعض النسخ، وقد أثبتنا ما بالمتن بعد مراجعة الضوء اللامع ٥/ ٥٤٠.
(٤) هي عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية كان أول سماع لها وهى في الخامسة وذلك بفضل أخيها محاسن، وكانت تتكسب بالخياطة وماتت سنة ٧٣٦، انظر عنها الدرر الكامنة ٢/ ٢٠٩٢، وشذرات الذهب ٦/ ١١٣.
(٥) المقصود بابن الرضى هنا أبو بكر بن محمد بن الرضا عبد الرحمن الصافي القطان، وكان الإقبال عليه عظيما، كما كان "شيخًا مباركًا خيرًا كثير التلاوة" مات في سنة ٧٣٨ هـ، انظر عنه الدرر الكامنة ١/ ١٢٣٤.