للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى سادس عشر شعبان أقيمت الجمعة بالجامع الأموى، وكان لها مدة قد عطلت، ثم نودى في الناس بالاجتماع للعمل فيه وتنظيفه.

وفيه زكا الزرع بأعمال دمشق حتى عُدَّ من حبة واحدة أنبتت مائتي سنبلة وسنبلة، حكى ذلك ابن حجى [و] أنه شاهده مع الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير إبراهيم بن منجك.

وفى شعبان عُزل ابن خلدون من قضاء المالكية بمصر، واستقر جمال الدين البساطي وهو شاب (١).

وفيه (٢) كانت وقعة الفيل ظاهر القاهرة، وذلك أنهم اجتازوا به بقنطرة بعد قنطرة الفخر فانخسفت به فاشتبك فيها وعجز عن النهوض وصار معلقا، فلم يقدروا على تخليصه حتى مات وهو كذلك، وأنشدوا فيه أشعارًا وغنوا بسبب قصته هذه أغانى.

ولى شعبان (٣) أغار ابن صوجي التركماني على بعض أعمال طرابلس، فخرج شيخ نائبها في أثره فأظهر الهزيمة إلى أن بَعُد عن البلد وهو يتبعه، فلما كاد يهجم عليه وافاه كتاب نائب حلب دقماق يشفع فيه فقبل شفاعته ورجع وتفرّق العسكر، فاغتنم ابن صوجي الفرصة وقاطع على شيخ وهو بعسكر جرار وشيخ في نحو الخمسين فقط، فكثر عليهم شيخ فهزمهم وقتل منهم جماعة، وفر الباقُون ورجع سالمًا.

وفى شوال قبض سودون الحمزاوى بصفد على مُتَيْريك (٤) البدوى أمير بني حارثة (٥)


(١) عبارة "وهو شاب" غير واردة في ظ.
(٢) "وفى شعبان" في ظ، والأعلام لابن قاضي شهبة، ١٩٧ ا.
(٣) في بعض النسخ "وفيه".
(٤) الضبط من ز.
(٥) هناك عدة قبائل عربية تدعى كل منها ببني حارثة، فبعضها ينسب إلى القحطانية وهم من كهلان ومزيقيا والأزد وطى وبني عذرة، والبعض ينسب إلى العدنانية وهم من شيبان، على أن القلقشندي أضاف في نهاية الأرب، ص ٢٢٤ - ٢٢٥ إلى هؤلاء جماعة عرفوا ببني حارثة، إكتفى فيهم بقوله إنهم "بطن من العرب"، وقال: ذكرهم الحمداني في أحلاف آل مرا من عرب الشام ولم ينسبهم في قبيلة، وبلادهم بلاد الشام، ولعل متريك هذا من الجماعة الأخيرة.