للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قضاء حلب مرتين أولهما سنة اثنتين وأربعين، وهو القائل رحمه الله تعالى:

أحسن إلى من أسا ما استطعت واعف إذا ... قدرت واصبر على رزء البليات.

وماء وجهك خير السلعتين فلا ... تبعه بخساً ولو باليوسفيات.

فكل ما كان مقدوراً ستبلغه ... وكل آت على رغم العدى آتي.

وكان يعرف التركي ويتكلم به، ويلقب بالقرع، وقد كان كتب له بقضاء دمشق بعد السبكي الكبير فلم يتم له ذلك، وباشر توقيع الدست ونظر الجامع، وكان حسن الحظ جداً سريع الكتابة بحيث أنه كتب صداقاً بمدة واحدة. وكان مفرط الكرم حتى أنه في الآخر افتقر جداً وانقطع ببستانه خاملاً إلى أن مات في جمادى الآخرة.

علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم الكناني العسقلاني الحنبلي، علاء الدين، قاضي دمشق، ولد سنة بضع عشرة، وسمع من أحمد بن علي الجزري، وأجاز له ابن الشحنة، وناب أولاً في الحكم بالقاهرة عن موفق الدين، ثم ولي قضاء دمشق بعد موت ابن قاضي الجبل في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وكان فاضلاً متواضعاً ديناً عفيفاً، وكان أعرج، كثير الانجماع حتى يقال: إنه لم يسجل عليه حكم وإنما كان نائبه يتصدى لذلك، مات في نصف شوال وقد نيف على الستين، وهو والد شيخنا جمال الدين عبد الله بن علاء الدين الجندي.

عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، الكناني الحموي ثم المصري، سراج الدين بن عز الدين بن بدر الدين، ولد سنة تسع عشرة، وأسمعه أبوه من الواني والحجار وابن المصري وست الفقهاء بنت الواسطي وإسحاق الآمدي وغيرهم بمصر والقدس ودمشق، وناب عن أبيه في تدريس جامع ابن طولون، ولم يكن محمود السيرة، مات عن خمس وخمسين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>