وفيه في العشر الأخير من رمضان خرج شيخ إلى جامع دمشق فدخله حافياً متواضعاً وتصدق بصدقات كثيرة، وذلك في ليلة الحادي والعشرين منه، وأصبح يطلب أرباب السجون، فأدى عنهم وأطلقهم.
وفيها غلب قرا يوسف على تبريز فملكها انتزاعاً من أيدي التمرية وكانت بيده قبل ذلك.
وفيها حج بالناس من القاهرة أحمد بن الأمير جمال الدين الأستادار وغرم جمال الدين على حجة ولده هذه أربعين ألف دينار وزيادة، وفي ذي القعدة هبت رياح شديدة عاصفة بالقاهرة، وانسلخت هذه السنة والناصر على العزم على العود إلى دمشق لمحاربة شيخ وأعدائه منها.
وفيها نازل قرا يلك عثمان بن قطلوبك التركماني صاحب آمد ماردين وبها الصالح أحمد بن إسكندر بن الصالح الأرتقي آخر ملوك بني أرتق فاستنجد بقرا يوسف فأنجده ثم طلب منه أن يقايضه بالموصل عوضاً عن ماردين فتراضيا على ذلك وأعطاه عشرة آلاف دينار وألف فرس وعشرة آلاف شاة وزوجه بابنته فتحول إلى الموصل واستولى نواب قرا يوسف على ماردين وزالت منها دولة الأرتقية بعد أكثر من ثلاثمائة سنة وانتهت بذلك دولة بني أرتق من ماردين، ثم لم يلبث الصالح بالموصل سوى ثلاثة أيام ومات فجأة هو وزوجته جميعاً، فيقال إنه دس عليهم سم، وتحول أولاده محمّد وأحمد وعلي ومحمود إلى سنجار، فأقاموا بها إلى أن ماتوا سنة ١٤ بالطاعون.