وقال علي بن الجهم:
أعاتب ذا المروءة من صديق ... إذا ما رابني نته اجتنابُ
إذا ذهب العتاب فليس ودٌ ... ويبقى الود ما بقي العتابُ
ومثله من هذا الباب قول الآخر:
أعاتب من أحببت في كل زلةٍ ... ليحتمي الأمر الذي معه العتبُ
فإني أرى التأديب عند وجوبه ... بمنزلة الغيث الذي قبله الجدبُ
وسيأتي في الحكم تمام هذا المعنى إن شاء الله تعالى.
وقال الآخر:
إذا شئت أن تلقي فزر متواترا ... وإن شئت أن تزداد حباً فزد غبا
وسيأتي تمامه وقال الآخر:
إذا عبت أمراً فلا تأته ... فذو اللب مجتنب ما يعيبُ
إذا قلت للعذال: لست بعاشقٍ ... يقول لهم فيض المدامع: يكذبُ
تعالوا نصطلح وتكون منا ... مصافاةٌ بلا عد الذنوبِ
تقاربت الجسوم وأي نفعٍ ... يكون إذا تباعدت القلوبُ؟
تكلفت لي هذا الوداد فلم يدم ... وكل ودادٍ بالتكلف يصعبُ
وتقدم نحوه.
تيهٌ بلا نسبٍ كبرٌ حسب ... فخرٌ بلا أدب هذا من العجبِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute