للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان أما حلمه فمروح ... علينا وأما جهله فعيزب

فتى الحرب إنَّ حاربت كأنَّ سهامها ... وفي السلم مفضال الدين وهوب

هوت أمه ماذا تضمن قبره ... من الجود والمعروف حين يؤوب؟

جموع خلا الخير من كل جانب ... إذا جاء جياء بهن ذهوب

مفيد مفيت الفائدات معود ... لفعل الندى والمكرمات كسيب

فتى لا يبالي إنَّ يكون بجسمه ... إذا نال خلات الكرام شحوب

غنينا بخير حقبة ثم جلحت ... علينا التي كل الأنام تصيب

فأبقت قليلاً ذاهبا وتجهزت ... لأخر والراجي الخلود كذوب

واعلم أنَّ الباقي الحي منهما ... إلى أجل أقصى مداه قريب

فلو كان حي يفتدى لفديته ... بما لم تكن عنه النفوس تطيب

بعيني أو يمنى يدي وإنني ... ببذل فداه جاهدا لمصيب

فإن تكن الأيام أحسن مرة ... إلي فقد عادت لهن ذنوب

أخي كان يكفيني وكان يعينني ... على نائبات الدهر حين تنوب

عظيم رماد النار رحب فناؤه ... إلى سند لم يحتجنه غبوب

قريب ثراه ما ينال عدوه ... له نبطا أبي الهوان قطوب

لقد افسد الموت الحياة أتى ... على يومه علق إلي حبيب

حليم إذا ما الحلم زين أهله ... مع الحلم في عين العدو مهيب

إذا ما تراه أه الرجال تحفظوا ... فلم تنطق العوراء وهو قريب

أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوب

على خير ما كان الرجال نباته ... وما الحظ إلاّ طعمة ونصيب

ويروى:

على خير ما كان الرجال خلاله ... وما الخير إلاّ قسمة ونصيب

حليف الندى يدعو الندى فيجيبه ... ويدعوه الندى فيجيب

هو العسل الماذي لينا وشيمة ... وليث إذا يلقى العدو غضوب

<<  <  ج: ص:  >  >>