حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت ... حبى الشيب للنفس اللجوج غلوب
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يرد الليل حين يؤوب؟
كعالية الرمح الرديني لم يكن ... إذا ابتدر الخير الرجال يخيب
أخو شتوات يعلم الحي إنّه ... سيكثر ما في قدره ويطيب
ليبكك عار لم يجد من يعينه ... وطاوي الحشى نائي المزار غريب
تروح تزهاه صبى مستطيفة ... بكل ذرى والمستزاد جذيب
كأن أبا المغمور لم يوف مرقبا ... إذا ربا القوم الغزاة رقيب
ولم يدع الفتيان كرامة لميسر ... إذا هب من ريح الشتاء هبوب
إذا حل لم تقصر مقامة بيته ... ولكنه الأدنى بحيث يجيب
حبيب إلى الزوار غشيان بيته ... جميل المحيى شب وهو أديب
يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه ... إذا لم يكن في المنقيات حلوب
كأن بيوت الحي ما لم يكن بها ... بسابس لا يفنى بهن غريب
إذا شهيد الايسار أو غاب بعضهم ... كفى ذاك وضاح الجبين نجيب
ويروى:
وإن شهدوا أو غاب بعض حماتهم ... كفى ذاك وضاح الجبين أريب
وداع دعا: يا من يجيب إلى الندى؟ ... فلم يستجيه عند ذاك مجيب
فقلت: ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعل أبي المغوار منك قريب!
ويروى:
يجبك كما قد كان يفعل إنّه ... نجيب لابواب العلاء طلوب
فاني لباكيه وإني لصادق ... عليه وبعض القائلين كذوب
فتى اريحي كان يهتز للندى ... كما اهتز ماضي الشفرتين قضيب
وخبرتماني إنّما الموت بالقرى ... فكيف وهاتا روضة وكثيب؟
وقال جميل بن معمر بن عبد الله العذاري:
وقالوا: يا جميل أتى أخوها ... فقلت: أتى الحبيب أخو الحبيب