للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عارض أقبل في ليل الدجى ... يتهادى كتهادي ذي الوجا

بددت ريح الصبا لؤلؤه ... فانبرى بوقد عنه سرجا

ومثله قول أبن الخطيب:

أخفى مسالكها الظلام فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا

وكأنَّ صوت الرعد خلف سحابها ... حادٍ إذا ونت الركائب صاحا

وتقدم استيفاء هذا المعنى في الباب الأول. وقال الأخر:

قالوا: تبدى شعره فأجبتهم: ... لابد من علم على الديباج!

والبدر أبهر ما يكون ضياؤه ... إن كان ملتحفا بليلٍ داجِ

ومن هذا المعنى قول الآخر:

ومهفهفٍ علق السقام بطرفه ... وسرى فعرس في معاقد خصره

مزقت أستار الظلام بثغره ... ثم أنثنيت أحوكها من شعره

وقال أبن صارة:

ومهفهفٍ أبصرت في أطرافه ... قمرا بآفاق الملاحة يشرقُ

يقضي على المهجات منه صعدة ... متألق فيها سنان أزرقُ

وقول الآخر:

ومعذرٍ عبث العذار بخده ... ظلماً فشان ضياءه بظلامه

كسفت محاسنه لأربع عشرة ... وكذا كسوف البدر عند تمامه

وقال أبن رشيق:

همت عذاراه بتقبيله ... فاستل من عينيه سيفينِ

وقامت الحرب على ساقها ... بين أميرين قتولين:

فذلك المحمر من خده ... دماءُ ما بين الفريقينِ

وقال الأخر:

وأغيد من أبناء لمطة شادنٍ ... ينوء كما يعطو بخطوته البانُ

ذؤابته مهراقةٌ خلف ظهره ... كما التف بالغصن المنعم ثعبانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>