للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقرب من هذا قولي:

إلاّ ليت شعري هل أرى من ثنية ... عضها كموصوف الكتائب تشرف؟

وهل أردن من سلسبيل مواردٍ ... هناك كالمعسول المباسم تشرف؟

وهل أرين مغنى الدلاء عيشة ... كأن بنياه بجاد مفوف؟

ذكرتكم وهنا وإني لمدلج ... بأجواز أقطار الصحاري أطوف

فقلت وقلبي ضمن شجو ولوعة ... وجفني بمنثور الجمان يكفكف:

أدار سقيك الوبل غير مبرحٍ ... ولا برحت عنك الحوادث تصرف

لقد هجت للقلب العميد صبابة ... تكاد لها صم الجبال تقصف!

وقول الصفدي:

ولقد ذكرتكم بحرب ينثني ... عن بأسها الليث الهزبر الأغلب

والصافنات بركضها قد أنشأت ... ليلا وكل سنا سنان كوكب

والبيض تنثر كل ما نظم القنا ... والنبل يترب والعجاج يترب

وحشاشة الأبطال قد تلفت ظما ... ودم الفوارس مستهل صيب

والنفس قد سالت على حد الظبا ... وأنا بذكركم أميل وأطرب

وقول الآخر يصف الشمس في الغيم:

وتنقبت بخفيف غيم أبيضٍ ... هي فيه بين تخفر وتغنج

كتنفس الحسناء في المرأة إذ ... كلمت ولم تتزوج

ومن هذا المعنى قول أبن طباطبا العلوي:

متى أبصرت شمسا تحت غيمٍ ... ترى المرآة في كف الحسود

تقابلها فتلبسها غشاء ... بأنفاس تزايد في الصعود

وقال الوزير المهلبي:

أما ترى الشمس وهي طالعة ... تمنع منا إدامة النظر؟

حمراء صفراء في تلونها ... كأنها تشتكي من السهر

مثل عروس غداة ليلتها ... تمسك مرآتها من القمر

<<  <  ج: ص:  >  >>