للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال علقمة الفحل:

ويلم لذات الشباب معيشته ... مع تاكثر يعطاه الفتى المتلف الندي

وقد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجدِ

القل بالضم: الإقلال؛ وهمه: ما يهم بفعله من المكارم والعطايا فيمنعه الفقر من ذلك كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:

أرى نفسي تتوق إلى أمورٍ ... يقصر دون مبلغها مالي

فنفسي لا تطاوعني لبخلٍ ... ومالي لا يبلغني فعالي

وقال أيضاً:

يا لهف نفسي على ملٍ أفرقه ... على المقلين من أهل المروءاتِ

إنَّ اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي من إحدى المصيباتِ

وفلان طلاع أنجد أي ذو أفعال كريمة ومآثر عظيمة؛ والأنجد جمع نجد وهو ما ارتفع من الأرض جعل طلوعه كناية عن البروز والاستعلاء وعدم الاستتار كقول الآخر:

أنا أبن جلا وطلاع الثنايا

وقول دريد بن الصمة:

كميش الازار خارجٌ نصف ساقه ... بعيدٌ من السوءات طلاع أنجدِ

وقال الآخر:

لعمري ما يدري الفتى أي يومه ... وإن كان محروساً على الرشد أرشدُ

أفي عاجلات الأمر أم آجلاته ... أم اليوم أدنى للسعادة أم غدُ؟

وقال المثقب:

وللموت خيرٌ للفتى من حياته ... إذا لم يثب للأمر إلاّ بقائدِ

ويروى:

إذا لم يطق علياء إلاّ بقائدِ

وبعده:

فعالج جسيمات الأمور ولا تكن ... هبيت الفؤاد همه للوسائدِ

إذا الريح جاءت بالحمام تشله ... هذاليله شل القلاص الطرائدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>