للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعقب نوء المرزمين بغبرةٍ ... وقطر قليل الماء بالليل باردِ

كفى حاجة الأضياف حتى يريحها ... على الحي منا كل أروع ماجدِ

تراه لتفريج الأمور ولفها ... لمّا نال من معروفها غير زاهدِ

وليس أخونا عند شيء يخافه ... ولا عند خيرٍ إن رجاه بواحدِ

إذا قيل من للمعضلات أجابه ... عظام اللهى منا طوال السواعدِ

الهبيت الفؤاد: الضعيف، والهذاليل جمع هذلول وهو ما طال من الرمال. وهذاليل الريح: ما امتد منها؛ والمرزمان نجمان مع الشعريين.

وقال حارث بن عمرو:

إذا هتف العصفور طار فؤاده ... وليثٌ حديد الناب عند الثرائدِ

وهذا الشعر هجا به أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد. فقال عبد الملك بن مروان يوما لأمية هذا: مالك ولحرثان بن عمرو إذ يقول فيك: إذا هتف العصفور " البيت "؟ فقال: يا أمير المؤمنين وجب عليه حدّثني فأقمته عليه. فقال: هلا درأت بالشبهات عنه؟ فقال: كان حده أبين وكان زعمه علي أهون. فقال عبد الملك: يا بني أمية! أحسابكم أنسابكم لا تعرضوها للجهال: فإنه باق ما بقي الدهر والله ما يسرني أني هجيت بهذا البيت وأن لي ما طلعت عليه الشمس:

تبيتون في المشتى ملئ بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا

وما يبالي من مدح بهذين البيتين إلاّ يمدح بغيرهما:

هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا ... وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا

على مكثريهم رزق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذلُ

قلت: وهذان البيتان لزهير وقبلهما:

إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ... ونال كرام المال في الجحرة الأكلُ

رأيت ذوي الحاجات حول بيتهم ... قطينا بها حتى إذا نبت البقلُ

هنالك " البيت "

وبعده

وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوههم ... وأنديةٌ ينتابها القول والفعلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>