للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكباش للسفاد فما تنور أي ما تستطيع أن تنفر لهزلها. ومعلوم أنها إذا كانت على هذه الأوصاف لم يكن بها خير من صوف ولا لبن ولا لحم ومع ذلك فهي خير لنا من هذا الملك. وهذا الشعر كان سبب قتل عمرو بن هند طرفة، وسنشرح قصته بعد إن شاء الله تعالى. وقال عبيد بن الأبرص:

لأعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي!

وهو مثل سائر يضرب للرجل يضيع حق أخيه في حياته ثم يبكيه بعد الموت.

يروى عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب في بعض أسفاره فإذا بركب على الطريق فقال: ما وراءك؟ قال: أمر جليل. قال: ويحك ما هو؟ قال: مات خالد بن الوليد! فاسترجع عمر استرجاعاً طويلا فقالت له: يا أمير المؤمنين:

ألا أراك بعيد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي؟

فقال: يا طلحة لا تؤنبني! وقال من شعراء الحماسة عمرو بن معدي كرب الزبيدي:

ليس الجمال بمئزرٍ ... فاعلم وإن رديت بردا!

إنَّ الجمال معادنٌ ... ومناقبٌ أورثن مجدا

ومنها:

كل امرئٍ يجري إلى ... يوم الهياج بما استعدا

ومنها:

كم من أخٍ لي ماجدٍ ... بوأته بيدي لحدا

ما إن جزعت ولا هلعت ... ولا يرد بكاي زندا

ألبسته أثوابه ... وخلقت يوم خلقت جلدا

أغني غناء الميتين ... أعد للأعداء عدا

ذهب الذين أحبهم ... وبقي مثل السيف فردا

وقال العباس بن مرداس السلمي:

إذا طالت النجوى بغير أولى النهى ... أضاعت وأصغت خد من هو فاردُ

<<  <  ج: ص:  >  >>