يوم الخميس بعثتني ... وصرفتني يوم الأحد
والناس قد غنوا علي ... كما خرجت من البلد
ما قام عمرو........ البيت وقال جميل:
فأقسم طرفي بينهن فيسوى ... وفي الصدر بينهن بعيد
وقال أيضاً:
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ... ويحيى إذا فارقتها فيعود
وهذان البيتان من قصيدة لجميل يقول فيها:
إلاّ ليت أيام الصفاء جديد ... ودهراً تولى يا بثين يعود
فتغنى كما كنا نكون وأنتم ... صديق وإذ ما تبذلين زهيد!
وما أنس من أشياء لا أنس قولها ... وقد قربت نضوي أمصر تريد؟
ولا قولها: لولا العيون التي ترى ... أتيتك فاعذرني فدتك جدود!
خليلي ما أخفي من الوجد ظاهر ... ودمعي بما أخفي الغداة شهيد
ألا قد رأى الله أنَّ رب عبرةٍ ... إذا الدار شطت بيننا ستزيد
إذا قلت: ما بي يا بثينة قاتلي ... من الحب قالت: ثابت ويزيد
وإنَّ قلت: ردي بعض عقلي أعش به ... مع الناس قالت: ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ... ولا حبها فيما يبيد يبيد،
جزتك الجوازي يا بثين ملامة ... إذا ما خليل بان وهو حميد
وقلت لها: بيني وبينك فأعلمي ... من الله ميثاق له وعهود
وقد كان حبيكم طريفا وتالداً ... وما الحب إلاّ طارف وتليد
وإنَّ عروض الوصل بيني وبينها ... وإنَّ سهلته بالمنى لصعود
فأفنيت عيشي بانتظاري نوالها ... وأبلت بذاك الدهر وهو جديد
فليت وشاة الناس بيني وبينها ... يدوف لهم سما طماطم سود
وليت لهم في كل ممسىً وشارقٍ ... تصاعق أكباد لهم وقيود!
ويحسب نسوان من الجهل أنني ... إذا جئت إياهن كنت أريد