للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعده:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادِ القرى إني إذا لسعيد!

وهل أهبطن أرضا تظل رياحها ... لها بالثنايا القاويات وئيد

وهل ألقين سعدي من الدهر مرة ... ومارث من حبل الصفاء جديد؟

وهل تلتقي الأهواء من بعد يأسةٍ ... وقد تطلب الحاجات وهي بعيد؟

وهل أزجرن حرفا علاة شملة ... بخرق تباريها سواهم سود

على ظهر مرهوب كأن ستوره ... إذا جاز هلاك الطريق رقود

سبتني بعيني جؤذر وسط ربربٍ ... وصدر كفاثور اللجين وجيد

تزيف كما زافت إلى سلفاتها ... مباهية طي الوشاح ميود

إذا جئتها يوما من الدهر زائراً ... تعرض منقوصا اليدين صدود

يصد ويغضي عن هواي ويجتني ... ذنوبا علينا إنّه لعنود

فأصرمها خوفا كأني مجانب ... ويغفل عنا مرة فنعود

فمن يعط في الدنيا قرينا كمثلها ... فذاك في عيش الحياة رشيد!

وبعده:

يقولون: جاهد يا جميل بغزوة! ... وأي جهاد غيرهن أريد؟

لكل حديث بينهن بشاشة ... وكل قتيل بينهن شهيد

فمن كان في حبي بثينة يمتري ... فبرقاء ذي ضالٍ علي شهيد

ألم تعلمي يا أم ذي الودع أنني ... أضاحك ذكراكم وأنت صلود؟

وقال الآخر:

إذا كنت تهوي الحمد والمجد مولعا ... بأفعال ذي غي فلست براشد

ولست وإنَّ أغيى أباك مجادة ... إذا لم ترم ما أسلفاه بماجد

وقوله: اباك، أي أبواك، فثني لفظ الأب من غير إنَّ يرد لأمه. وقال الآخر:

شريت برداً ولولا ما تكنفني ... من الحوادث ما فارقته أبداً!

وقال الآخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>