وإنَّ الكريم من تلفت حوله ... وإنَّ اللئيم دائم الطرف أقود
وقال نبهان العبشمي:
يقر بعيني إنَّ أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وأنَّ أرد الماء الذي شربت به ... سليمى وقد مل السرى كل واخد
وأخلط أحشائي ببرد ترابه ... وإنَّ كان مخلوطا بسم الأساود!
والعقدات واحد العقدة - بكسر القاف وفتحها وهو ما تراكم من الرمل وانعقد؛ والأبرق حجارة يخالطها رمل أو طين؛ والنتقاود: المنقاد المستقيم؛ الأساود جمع أسود، وهو الأسود السالخ. وقال أبو الحسن بن أبي الطيب:
لا تنكري يا عز إنَّ ذل الفتى ... ذو الأصل واستعلى خسيس المتحد
إنَّ البزاة رؤوسهن عواطل ... والتاج معقود برأس الهدهد
وقال الحارث بن كلدة:
ولقد رأيت معاشرا ... جمعوا لهم مالا وولدا
وهم زباب حائر ... لا تسمع الآذان رعدا
الناس وجهالهم الحائرين. وقوله: لا تسمع الآذان رعدا، أي لا تسمع آذانهم صوت الرعد لصممهم، فأقام الألف واللام مقام ضمير وقال الآخر:
فأثنوا علينا لا أبا لأبيكم ... بأفعالنا إنَّ الثناء هو الخلد!
ومثله قول الآخر:
فإذا باغتم أرضكم فتحدثوا ... ومن الحديث مثالب وخلود!
وتقدم ذكر هذا المعنى. وقال: أبن اللبانة يمدح المعتمد:
لقد ضم أمر الملك حتى كأنه ... نطاق بخصر أو سوار على زند
وحسن طعم العيش حتى أعاده ... ألذ من الإغفاء في عقب السهد
وحسب الليالي إنّها في زمانه ... بمنزله الخيلان في صفحة الخد
توقد عن نارين للحرب والقرى ... وقام على طودين للحلم والمجد
وجاءت به الأيام تاجر سؤددٍ ... يبيع نفيسات المواهب بالحمد
يغيث في محل يعينك في ردى ... يروعك في درع يروق في برد