للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول لركب صادرين لقيتهم ... قفا ذات أوشال ومولاك قاربُ

قفوا خبروني عن سليمان إنني ... لمعروفه من أهل ودان طالبُ

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائبُ

وقالوا: تركناه وفي كل ليلةٍ ... يطوف به من طالب العرف راغبُ

فلو كان فوق الناس حيٌّ فعاله ... كفعلك أو في الفضل منك يقاربُ

لقلنا له شبهٌ ولكن تعذرت ... سواك على المستشفعين المطالبُ

هو البدر والناس الكواكب حوله ... وهل تسبه البدر المنير الكواكبُ

فطرب سليمان وأمر لنصيب بعسرة آلاف. ثم التفت إلى الفرزدق فقال: كيف ترى يا أبا فراس؟ فقال: هو أشعر أهل جلدته. فقال سليمان: وأهل جلدتك! فغضب الفرزدق وقال:

وخير الشعر أشرفه رجالاً ... وشر الشعر ما قال العبيد!

وعن دعبل قال: نودي بالنفير فخرجت مع الناس فإذا فتى يجر رمحه بين يدي فقال: يا دعبل اسمع مني! وأنشد:

أنا في أمري رشاد ... بين حب وجهادِ

بدني يغزو عدوي ... والهوى يغزو فؤادي!

ثم قال: كيف ترى؟ قلت: جيد والله! فقال: ما خرجت إلاّ هاربا من الحب! ثم قاتل حتى قتل.

وقالت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان تخاطب زوجها عمر بن عمر بن عبد العزيز حيث اشتغل بأمور الخلافة ولم يتفرغ لها:

ألا يا أيها الملك الذي قد ... سبى عقلي وهام به فؤادي

أراك وسعت كل الناس عدلاً ... وجرت علي من بين العبادِ

وأعطيت الرعية كل فضل ... وما أعطيتني غير السهادِ

وقال الآخر:

نحن قوم تذيبنا الأعين النجل ... على أننا نذيب الحديدا

نقتل الأسد ثم تقتلنا البيض ... المصروفات أوجهاً وخدودا

وتراني لدى الكريمة أحراراً ... وفي السلم للحسان عبيدا

<<  <  ج: ص:  >  >>