للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يحرم الوفر الفتى بجهالةٍ ... وعجز ولا يحظى بعقل ولا كد

ولكنها الأرزاق أعددن للفتى ... قديما على قدر الشقاوة والجد

فكائن رأينا من حليم مفتر ... عليه وغمر بات في عيشةٍ رغد

أراني عروفا بالزمان فمن يكن ... كمثلي لم يصبح على الدهر ذا نقد

ولم يبتئس إنَّ مسه بمضوفةٍ ... ولم يزه بالدنيا إذا فاز بالوجد

وقد قرعتني الحادثات فلم تلن ... قناتي لغمز من شابها ولا لهد

وما رسنني حتى نزعن عن امرئٍ ... بعيد الهوى ثبت الحشا حازم جلد

إذا ظفرت كفاه لو يزه فاخراً ... وإنَّ نيل لم يضرع ولم يمس ذا وجد

فأصبحت لا آسى على فقد هالكٍ ... ولا يعتريني بين غانية رأد

ولا أبتغي امرئ عن تكلف ... وإنَّ كان حسن العهد ديني لذي ود

ولو ملني من الدهر معصمي ... لفارقته طوعا ولم يشكه عضدي

ورب غبي يزدريني إنَّ رأى ... شحوبي من حادث آونةٍ لد

ولم يدر أنَّ الأجرد النهد فضله ... بإحضاره لا باللجام ولا اللبد

وأنَّ الحسام الهندواني إنّما ... بمضربه يعتام لا جده الغمد

وأنَّ وراء الوهم لن يبق عزة ... عليه إذا ما قاده أصغر الولد

الوهم: الجمل العظيم الذلول، ورواؤه: منظره.

وإنَّ براٍ الهدهد التاج وهو لم ... يفز بالذي للباز والنسر من مجد

وإنَّ بهار الدفل كالورد منظراً ... وحسنا وبعد الخبر محمدة الورد

وغمر جهول يرتجي نيل منصبي ... رجاء حضيض أنَّ سيرقي إلى النجد

يصبو إلى ما نلته مثل ما صبا ... حصور إلى ما نيل من عذر الخرد

ويسعى إلى إدراك شأوي كما سعت ... أتان خريع خلف صافنةٍ جرد

وغرته مني لينة وبشاشةٍ ... كما غر غمراً كشرة الأسد الورد

ومن مد للبدر المنير يمينه ... ليمسكه فيلبسن ضيعة المد!

وذي ثروة يستأمني بلعاعةٍ ... ليقتادني قود الوديق إلى الورد

ولم يدر إني أجتوي الأري شابه ... هوان وأستحلي بعز جنى الهبد

وأنَّ لست للباغي ضيما بمصحب ... ولا باذل ماء وجهي على شكدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>