للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني لو أرتاد ما ضاق مذهبي ... بحول ولم يصلد لمفلقة زندي

ولكن صون النفس عن كل موردٍ ... تهان به أحظى بعزته عندي

وإني لفضاض السجايا دميثها ... لالفي ونشاب إذا شئت اللغد

وأنَّ لساني الصبر ما لم أزمه ... وإنَّ كان أحلى للودود من الشهد

وإني لو هاجيت دان أبن غالبٍ ... لأمري ولم يعرض لسيلي فتى العبد

ولو ثلاث هن أجررن مقولي ... عن الشر وائتمت به جدد الجد:

فمنها تحاشى أنَّ يمر به الخنا ... فإن الخنا من شيمة الدانيء الهد

ومنها تجافي أنَّ أناصب معشرا ... لئاما فمن لؤم مناصبة الوغد

ومنها التحامي عن وعيد التي إلى ... مداها جميع العالمين على وخد

وما المرء إلاّ حيث حل برحله ... فكن نازلا بالنفس في يفع الحمد

وكن رابئا عن كل ورد دنيةٍ ... بنفسك تغشاه مع الشرع الورد

وحم بجانب الورد إنَّ كنت صاديا ... فإنَّ تسرب فلتوله صفحة الصد

كما أعرضت كدر عن الماء عندما ... توجسن ذعرا فانثنين على جهد

ولا تك كالعير الوديق يؤمه ... فيحلأ عنه بالهراوى وباللكد!

فإنَّ حايض العز تغشى سخينة ... وإنَّ حايض الذل تقلى على برد

وما ضيم غير الفقع يوطأ بمنسمٍ ... على قرقر من غير نكر ولا رد

وغير تريك بيضة بلدية ... وغير أتان الحي تعصى أو الود

وكن حافظا بالغيب والسخط والرضى ... لعهد مصافيك الهوى دائم الود!

ألم بنا إلمامة بعد هداةٍ ... من الليل طيف من أميمة أو هند

سرى ورواق من دجى الليل منطب ... بما لو سرته الريح ضلت من البعد

فلم أر مثل الطيف جواب لاحبٍ ... بلا سائق يحدو ولا سابق يهدي

ولا والجا لا يغلق الباب دونه ... ولا يتلقى منه بسرور ولا سد

وأمن من لحظ الرقيب وريبه ... إذا زار ونه الرقيب على رصد!

فهيج أشجانا من القلب وانثنى بلا طائل منها عتيد ولا وعد

بأسرع من لحظ الجفون إذا رنا ... إليك وبالبرق والوميض من الرعد

فيا ليت شعري والحوادث جمة ... وعهد الغواني كالسراب على صلد!

<<  <  ج: ص:  >  >>