فإن تواني منك الجميل فأهله ... وإلا فإني عادرٌ وشكورُ
وقال الصاحب إسماعيل بن عباد:
رق الزجاج ورقت الخمر ... فتشابهتا فتشاكل الأمرُ
فكأنما خمرٌ ولا قدحٌ ... وكأنما قدحٌ ولا خمرُ
وقال أبو الفضل بن الحنزابة:
من أحمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاوياً منها على ضجرِ
إنَّ الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العلي من الشجرِ
وقال أبو نواس:
تكثر ما استطعت من الخطايا ... فانك بالغٌ رباً غفورا
ستبصر إن وردت عليه عفوا ... وتلقى سيداً ملكاً كبيرا
تعض ندامة كفيك مما ... تركت مخافة النار السرورا!
وقال الطغراني لمّا ولد له مولود بعدما بلغ سبعا وخمسين من عمره:
هذا الصغير الذي وافى على كبر ... أقر عيني ولكن زاد في فكري
سبعٌ وخمسون لو مرت على حجرٍ ... لبان تأثيرها في صفحة الحجرِ
وقال عروة بن اذينة:
قالت وأبثتها سري فبحت به ... قد كنت عندي تحت الستر فاستتر!
ألست تبصر من حولي؟ فقالت لها: ... غطي هواك وما ألقى على بصري!
وهذا مثل مشهور عند الصوفية وأهل المحبة والمشاهدة والفناء رضي الله عنهم.
يحكى أنَّ السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها وعن أسلافها مرت يوما بعروة هذا وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين فقالت له: أنت القائل: قالت وأبثتها سري. . " البيت "؟ فقال: نعم! فالتفتت إلى جوار لها كن معها فقالت: هنَّ هن حرائر إن كان خرج هذا عن قلب سليم قط! ومن ملح ما جرى بينها وبينه أيضاً إنّه مات لعروة أخ يقال له بكر فرثاه عروة بقوله:
سرى همي وهو المرء يسري ... وغاب النجم إلاّ قيد فترِ