للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرقب في المجرة لك نجمٍ ... تعرص أو على المجرات يجري

لهم ما أراك له قريباً ... كأن القلب أبطن حر جمرِ

على بكر أخي فارقت بكراً ... وأي العيش يصلح بعد بكر؟

فلما سمعت سكينة هذا الشعر قالت: ومن بكر هذا؟ فوصف لها. قالت: أهو ذلك الأسيد الذي كان يمر بنا؟ قالوا: نعم! قالت: لقد طاب بعده كل شيء حتى الخبز والزيت! والأسيد تصغير أسد.

ويحكى أنَّ بعض المغنين غنى بهذا الشعر عند الوليد بن يزيد بن عبد الله الملك الأموي في مجلس أنسه فقال: من يقول هذا؟ قيل: عروة بن أذينة. فقال: وأي عيش بعد بكر هذا العيش الذي نحن فيه؟ واله لقد حجز واسعاً.

وقال عبد الله بن المعتز:

فكان ما كان مما لست اذكره ... فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر!

وهذا مثل مشهور. وقبله قوله:

سقى المطيرة ذات الظل والشجر ... ودير عبدون هطال من مطر

فطالما نبهتني للصبوح بها ... في غرة الفجر والعصفور لم يطر

أصوات رهبان دير في صلاتهم ... سود المدامع نعارون بالسحر

مزنرين على الأوساط قد جعلوا ... على الرؤوس أكاليلاً من الشعر

كم فيهم من مليح الوجه مكتحل ... بالسحر يكسر جفنيه على حور

لاحظته بالهوى حتى استعاد له ... طوعاً وأسلمني الميعاد بالنظر

وجاءني في قميص الليل مستتراً ... يستعجل الخطو من خوفٍ ومن حذر

فقمت أفرش خدي في الطريق له ... ذلاً وأسحب أذيالي على الأثر

ولاح ضوء هلالٍ كاد يفضحها ... مثل القلامة قد قصت من الظفر

فكان ما كان. . " البيت " وقال عبد الله بن طاهر:

<<  <  ج: ص:  >  >>