اغتفر زلتي لتحرز فضل ... الشكر مني ولا يفوتك أحري
لا تكلني إلى التوسل بالعذر ... لعلي ألا أقوم بعذرِ!
وقال أبو نواس في مدح أهل البيت:
مطهرون نقياتٌ جيوبهم ... تجري الصلاة عليهم إنما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه ... فما له في قديم الدهر مفتخرُ
الله لمّا برا خلقاً فأتفنهم ... صفاكم واصطفاكم أيها البشرُ
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم ... علم الكتاب وما جاء به السورُ
وقال القاضي الجرجاني:
وقالوا: توصل بالخضوع إلى الغنى! ... وما علموا أنَّ الخضوع هو الفقرُ
وبيني وبين المال شيئان حرما ... عليَّ الغنى: نفسي الأبية والدهرُ
وإن قيل هذا أليس أبصرت دونه ... مواقف خيرٌ من وقفي بها العسرُ
وقال الفضل بن الربيع:
عسى وعسى يثني الزمان عنانه ... بتصريف حالٍ والزمان عثورُ
فتقضي لباناتٌ وتشفى حسائفٌ ... وتحدث من بعد الأمور أمرُ!
وقال الأمير قابوس:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا: ... هل حارب الدهر إلاّ من له خطرُ؟
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ ... وتستقر بأقصى قعره الدررُ؟
فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه ضررُ
ففي السماء بجوم مالها عددٌ ... وليس يكسف إلاّ الشمس والقمرُ
وحدثني بعض الأصحاب أنَّ ملك مراكش كتب إلى المعتمد بن عباد حين اعتقله بمدينة أغمات بقول الآخر:
حسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدرُ
وساعدتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدرُ
فأجابه المعتمد من سجنه:
من ذا الذي بصروف الدهر عيرنا؟ ... لا ينكر الدهر إلاّ من له القدرُ