وفي البساتين أفانٌ منوعةٌ ... وليس يقطف إلاّ الورد والزهرُ
وفي السماء نجومٌ مالها عددٌ ... وليس يخسف إلاّ الشمس والقمرُ
والله أعلم بالمخترع! وقال الآخر وينسب لعثمان رضي الله عنه:
غنى النفس يغني النفس حتى يكفها ... وإن عضها حتى يضر بها الفقرُ
وما عسرةٌ فاصبر لها إن لقيتها ... بكائنةٍ إلاّ ويتبعها اليسرُ
وقال أيضاً:
تفنى اللذات ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعرُ
تبقى عواقب سوءٍ من معقبها ... لا خير في لذةٍ من بعدها النارُ
وقال أبن رفاعة وكان عبد الملك بن مروان لمّا قتل المصعب بن الزبير ودخل الكوفة فصعد المنبر وقال: أيها الناس إنَّ الحرب صعبة وإنَّ السلم أمن ومسرة: فاستقيموا على سبيل الهدى ودعوا الأهواء الموجبة للردى وتجنبوا فراق جماعة المسلمين ولا تكلفونا أفعال المهاجرين الأولين وأنتم لم تعملوا عملهم ولم تسلكوا سبيلهم ولا اظنكو تزدادون بعد الموعظة إلاّ صعوبة ولن تزداد وابعد الأعذار إليكم إلاّ عقوبة. فمن عاد عدنا وإن زاد زدنا وإنَّا معكم كما قال أبو قيس بن رفاعة:
من يصل ناري بلا ذنبٍ ولا ترةٍ ... يصل بنار كريمٍ غير غدارِ
أنا النذير لكم مني مجاهرة ... كي لا ألام على نهيٍ وإنذارِ
فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... أن سوف تلقون خزياً ظاهر العارِ
لا ترجعن أحاديثاً ملفقةً ... لهو المقيم ولهو المدلج الساري
من كان في نفسها حوجاء يطلبها ... عندي فإني له رهنٌ بإضمارِ
أقيم عوجته إن كان ذا عوجٍ ... كما يقوم قدح النبعة الباري
وصاحب الوتر ليس الدهر يدركه ... عندي وإني لدراكٌ بأوتارِ
وقال الآخر: