للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا هل لشيخٍ وأبن ستين حجةً ... بكى طرباً نحو اليمامة من عذر؟

كأن فؤادي كلما مر راكبٌ ... جناح غرابٍ رام نهضاً إلى وكرِ

يزهدني في كل خيرٍ صنعته ... إلى الناس ما جربت من قلة الشكرِ

فيا حزناً ماذا أجن من الهوى ... ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجر؟

تعزيت عنها كارها. . " البيت " وحجر بالفتح قصبة اليمامة.

ثم إنَّ الرشيد غني بشعر ليحيى هذا وهو:

أيا أثلات القاع من بطن توضحٍ ... حنيني إلى أطلالكن ويلُ

ويا أثلات القاع قد مل صحبتي ... مسيري فهل في ظلكن مقيلُ؟

ويا أثلات القاع قلبي موكلٌ ... بكن وجدوى نيلكن قليلُ

ألا هل إلى شم الخزامى ونظرةٍ ... إلى قرقرا قبل الممات سبيلُ؟

فأشرب من ماء الحجيلاء شربةً ... يداوي بها قبل الممات عليلُ

أحدث عنك النفس أن لست راجعاً ... إليك فحزني في الفؤادي دخيلُ

أريد هبوطا نحوكم فيردني ... إذا رمته دينٌ عليَّ ثقيلُ

فقال الرشيد: يقضى دينه! فلتمس فإذا هو مات قبل ذلك بشهر.

وقالت جارية تخاطب نفسها:

إذا لم يكن للأمر عند حيلةٌ ... ولم يجدي بداً من الصبر فاصبري!

وكانت هذه الجارية لرجل من قيس عيلان فكان بها كلفا. ثم أصابته حاجة وجهد فقالت له: لو بعتني فلو نلت طائلا عدت به عليك! فأخرجها للبيع وعرضت على أبن معمر المذحجي فأعجبته فاشتراها بمائة ألف درهم. فلما مضت لتدخل القصر ودعت مولاها وأنشدته:

هنيئاً لك المال الذي قد أصبته ... ولم يبق في كفي إلاّ تفكري

أقول لنفسي وهي في كرب عيشةٍ ... أقلي فقد بان الحبيب أو اكثري!

إذا لم يكن للأمر عندك. . " البيت " فأجابها مولاها:

<<  <  ج: ص:  >  >>