لاح بالمفرق منك القتير ... وذوى غصن الشباب النضير
هزئت أسماء مني وقالت: ... أنت يا أبن المصلي كبير!
ورأت شيبا علاني فأنت ... وأبن ستين بشيب جدير
إنَّ تري شيباً علاني فإنني ... مع ذاك الشيب حلو مزير
قد يفل السيف وهو جراز ... ويصول الليث وهو عقير
وقوله: حلو مزير، المزير: المعظم المكرم، وقيل الظريف؛ والسيف الجراز: القاطع. وقال الربيع بن ضبع الفزاري:
فارقنا قبل أنَّ نارقه ... لمّا قضى من جماعنا وطرا
والضمير للشباب.
وقبله:
أقفر من مية الحديب إلى ... الرحبين إلاّ الظباء والبقرا؟
كأنها درة منعمة ... من نسوة كن قبلها درراً
أصبح مني الشباب مبتكرا ... إنَّ ينأ عني فقد ثوى عصرا
وبعده:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إنَّ نفرا
والذيب أخشاه إنَّ مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا
ها أنا ذا آمل الخلود وقد ... أدركت عمري ومولدي حجرا
أبا امرئ القيس قد سمعت به ... هيهات هيهات طال ذا عمرا
وقال أعرابي من ضبة، قدم البصرة وخطب امرأة فاشترطوا عليه الصداق:
خطبت فقالوا: هات عشرين بكرة ... ودرعا وجلبابا فهذا هو المهر
وثوبين مرويين في كل شتوةٍ ... فقلت: الزنى خير من الحرب القسر!
وقال خنافر بن التوأم الحميري:
وكان مضلي من هديت برشده ... فلله مغو عاد بالرشد آمرا!
وقصته في إسلامه مشهورة في السير، فلا نطيل بسردها.