وقلت أنا فيها، وجعلتها ثمانيا:
إذا أومض البرق اليماني وأظنبت ... على الأرض من جنون الولي قباب
فلد بثمان هن في الدهر للفتى ... وقاء إذا ما نالها وحجاب:
كباب وكانون وكن وكاعب ... وكأس وكيس وكسوة وكتاب!
وجمع بعضهم للصيق راآت ثمانية قابل بها كافات الشتاء، فقال:
عندي فديتك راآت ثمانية ... ألقى بها الحر إنَّ وافى وردا:
رب وروح وريحان وريق رشا ... ورفرف ورياض ناعم وردا
وقد فتن الأدباء في هذا الغرض، فجمعوا هذا النمط أعداد، كقول بعضهم:
رمتنا يد الأيام عن قوس خطبها ... بسبع وهل ناج من السبع سالم:
غلاء وغارات وغزوة وغربة ... وغم وغدر ثم غبن ملازم!
وكقول أبن التعاويذي:
إذا اجتمعت في مجلس الشرب سبعة ... فبادر فما التأخير عنه صواب:
شواء وشمام وشهد وشادن ... وشمع وشاد مطرب وشراب!
وقول الآخر:
عجل إلي فعندي سبعة كملت ... وليس فيها اللذات أعوان:
طار وطبل وطنبور وطاس طلا ... وطفلة وطباهيج وطنان
وقوله:
جاء الخريف وعندي من حوائجه ... سبع بهن قوام السمع والبصر:
موز ومن ومحبوب ومائدة ... ة مسمع ومدام طيب ومري
وقول الصفدي:
إذا تبين لي في مصر واجتمعت ... سبع فإني في اللذات سلطان:
خدر وخمر وخاتون وخادمها ... وخلسة وخلاعات وخلان
وقوله:
ثمانية إنَّ يسمح الدهر لي بها ... فليس عليها بعد ذلك مطلوب:
مقام ومشروب ومزح ومأكل ... ومله ومشموم ومال ومحبوب