للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُحجَّلِين مِنْ أَثرِ الوُضوءِ» (١)، أو غيرُ مختصٍّ بها، وإنَّما المختصُّ الغُرَّة والتَّحجيلُ؟ ذهَب إلى كلٍّ قومٌ.

(فُرُوضُهُ (٢)) أي: الوضوءِ: ستَّةٌ، وهي جمعُ «فرضٍ»، وهو لغةً: الحَزُّ والقَطعُ. وشرعًا: ما أُثِيب فاعلُه، وعُوقِب تاركُه.

فأوَّلُها (٣): (غَسْلُ الوَجْهِ)؛ لقولِه تَعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾.

(وَمِنْهُ) أي: مِنْ الوجهِ: (فَمٌ وَأَنْفٌ)؛ لدخولِهما في حدِّه الآتي، فلا بدَّ مِنْ المضمضةِ والاستنشاقِ في الطَّهارتَين (٤).

(وَ) ثانيها: (غَسْلُ اليَدَيْنِ مَعَ المِرْفَقَيْنِ)؛ لقولِه تَعالى: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ (٥).

(وَ) ثالثُها: (مَسْحُ الرَّأْسِ كُلِّهِ (٦) لقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ (٧)، (وَمِنْهُ) أي: ومِن الرأسِ (الأُذُنَانِ)؛ لقولِه : «الأُذنَانِ مِنْ الرَّأسِ» رَواه ابنُ ماجَه مِنْ غيرِ وجهٍ (٨).


(١) أخرجه مسلم (٢٤٧).
(٢) كتب على هامش (ب): قوله: (فروضه … ) إلخ، اعلم أنَّ الفرض والواجب مترادفان، قال في «شرح الوجيز»: الواجب والفرض مترادفان على أظهر الرِّوايتين؛ لاتِّحاد الحد فيهما؛ يعني: أنَّه يثاب فاعلهما، ويعاقب تاركهما، والرِّواية الثَّانية: الفرض ما ثبت وجوبه بدليل مقطوع به. انتهى.
(٣) في (أ) و (س) و (د): أولها.
(٤) كتب على هامش (س): أي الوضوء والغسل. انتهى تقرير مؤلفه.
(٥) قوله: (لقوله تعالى: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾) سقط من (س).
(٦) كتب على هامش (ع): فلا عبرة بالأقرع الذي ينبت شعره في بعض جبهته، ولا عبرة بالأجلح الذي انحسر شعره عن شعر رأسه. ش. ق.
(٧) قوله: (لقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾) سقط من (أ) و (س) و (د).
(٨) كتب على هامش (س): قوله: (من غير وجه) أي: بل من أوجه، أي طرق. انتهى تقرير مؤلفه.
والحديث: أخرجه أبو داود (١٣٤)، والترمذي (٣٧)، وابن ماجه (٤٤٣)، حديث أبي أمامة ، وله شواهد أخرى، وقواه الترمذي والمنذري وابن حجر وغيرهم، وأعلَّه غيرهم. ينظر: التحقيق ١/ ٢٠٣، التلخيص الحبير ١/ ٢٨٣، صحيح أبي داود ١/ ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>