للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَيناه ولا يَنام قلبُه (١).

و (إِلَّا) نومًا (يَسِيرًا) عُرفًا (٢) (مِنْ قَاعِدٍ وَقَائِمٍ، غَيْرِ مُسْتَنِدٍ) كِلاهما (٣)، (وَنَحْوِهِ) أي: نحو (٤) المستنِدِ؛ كمُتَّكئٍ ومُحْتَبٍ؛ لقولِ أنسٍ: «كان أصحابُ رسولِ اللهِ يَنتظرون العشاءَ الأخيرةَ حتى تَخفِقَ رُؤوسُهم، ثمَّ يُصلُّون ولا يَتوضَّؤُون» رَواه أبو داودَ بإسنادٍ صحيحٍ (٥)، ولقولِ ابنِ عبَّاسٍ في قصَّةِ تَهجُّدِه : «فجَعلتُ إذا أَغفيتُ يأخذ بشَحمةِ أُذني» رَواه مسلمٌ (٦).

وقولُه: «حتَّى تَخفِق رُؤوسُهم» قال في «المصباح»: (خفَق برأسِه خَفقةً: أخذَته سِنَةٌ مِنْ النُّعاس فمالَ رأسُه دونَ سائرِ جسدِه) (٧)، وبابُه: «ضرَب»، وقولُه: «أَغفيتُ» أي: نِمتُ نومةً خفيفةً، قال ابنُ السِّكِّيتِ (٨) وغيرُه: ولا يُقال: غَفَوتُ. وقلَّله الأزهريُّ (٩)


(١) أخرج البخاري (١١٤٧)، ومسلم (٧٣٨) من حديث عائشة .
(٢) كتب على هامش (ح): قال الزركشي: إن سمع القراءة وفهم المعنى؛ فليس بنوم، وإن سمع القراءة ولم يفهم المعنى؛ فهو نوم يسير، وإن لم يسمع ولم يفهم، فهو نوم كثير. انتهى تقرير.
(٣) كتب على هامش (س): قوله: (كلاهما): فاعل (مستند) أي: غير مستند كل منهما. انتهى تقرير المؤلف.
(٤) قوله: (نحو) سقط من (أ) و (س) (ع) و (د).
(٥) أخرجه أبو داود (٢٠٠)، وأصله في مسلم (٣٧٦)، بلفظ: «كان أصحاب رسول الله ينامون، ثم يصلون ولا يتوضؤون».
(٦) أخرجه مسلم (٧٦٣).
(٧) ينظر: المصباح المنير ١/ ١٧٦.
(٨) هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، ابن السكيت، اللغوي النحوي، كان يؤدب أولاد المتوكل، روى عن الأصمعي وأبي عبيدة والفراء وجماعة، من مصنفاته: إصلاح المنطق، والألفاظ، والقلب والإبدال، قُتل سنة ٢٤٤ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٥. وينظر قوله في إصلاح المنطق ص ١٦٧.
(٩) هو: أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر، الهروي اللغوي الإمام، كان فقيهًا شافعي المذهب، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها، من مصنفات: تهذيب اللغة، والتقريب في التفسير، تفسير ألفاظ مختصر المزني، والانتصار للشافعي، مات سنة ٣٧٠ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٣٣٤، طبقات الشافعيين ص ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>