للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِرسامٍ (١)، أو تَغطيتُه بإغماءٍ أو سُكرٍ، قليلًا كان ذلك أو كثيرًا.

(وَلَوْ) كانت تَغطيتُه (بِنَوْمٍ)؛ لحديثِ عليٍّ: «العَينُ وِكَاءُ السَّهِ، فمَن نامَ فَلْيَتوضَّأْ» رَواه أحمدُ (٢)، والسَّه: حَلْقةُ الدُّبُرِ، ولأنَّ النَّومَ مَظِنَّةُ الحدثِ، فأُقيمَ مُقامَه.

والنَّومُ رحمةٌ مِنْ اللهِ على عبدِه؛ لِيَستريحَ بَدنُه عندَ تَعبِه، وهو غَشيةٌ ثَقيلةٌ تقَع على القلبِ، تَمنع المعرفةَ بالأشياءِ.

فيَنقض النَّومُ الوضوءَ، إلَّا نومَ النبيِّ (٣) على أيِّ حالٍ كان؛ لأنَّه تَنام


(١) كتب على هامش (س): البرسام نوع من الجنون. انتهى تقرير المؤلف.
(٢) أخرجه أحمد (٨٨٧) وأبو داود (٢٠٣)، عن علي ، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده (١٦٨٧٩)، والدارمي (٧٤٩)، عن معاوية ، قال أبو حاتم عنهما: (ليسا بقويين)، وضعَّف الحديث ابن عبد البر وابن حجر، وحسنه النووي وابن الصلاح. ينظر: علل ابن أبي حاتم (١٠٦)، التلخيص الحبير ١/ ٣٣٣، صحيح أبي داود للألباني ١/ ٣٦٧.
(٣) كتب على هامش (ب): وفي شرح مسلم: ومثله في ذلك جميع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا أيضًا يؤيِّد أنَّ سؤال عائشة المتقدِّم بقولها: «أتنام قبل أن توتر» كناية عن الصَّلاة بعد النُّوم من غير وضوء، كما تقدَّم. ا هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>