للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيَحْثِيَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا) أي: يُفرِغَ على رأسِه ثلاثَ غَرَفاتٍ بكَفَّيه، وأصلُه مِنْ حَثَا التُّرابَ، يَحثُوه، ويَحثِيه (١): إذا هالَه (٢) بيَدِه، فشُبِّه ما هنا به، (يُرَوِّيهِ (٣)) أي: رأسَه، أي: يُروِّي بكلِّ مرَّةٍ أُصولَ شَعرِه؛ لقولِ مَيمونةَ: «ثمَّ أَفرغَ على رأسِه ثلاثَ حَثَياتٍ».

(وَيَعُمَّ) بعدَ ذلك بقيَّةَ (بَدَنِهِ) بإفاضةِ الماءِ عليه، (غَسْلًا) لا مَسحًا؛ لقولِ عائشةَ: «ثمَّ أفاضَ على سائرِ جسدِه»، وقولِ مَيمونةَ: «ثمَّ غسَل سائرَ جسدِه»، (ثَلَاثًا)؛ قياسًا على الوضوء، حالَ كَونِه (مُتَيَامِنًا)، فيَبدأ بشِقِّه الأيمنِ ثمَّ الأيسرِ؛ لِما تَقدَّم: «أنَّه كان يُعجِبه التَّيمُّنُ (٤) في طُهورِه» (٥).

(وَيَدْلُكَهُ (٦)) أي: بدَنهِ (٧)؛ لأنَّه أَنقَى، وبه يَتيقَّن وصولَ الماءِ إلى مَغابِنِه وجميعِ بدَنِه، ويَخرج مِنْ خلافِ مَنْ أَوجَبه.

ويَتفقَّد أصولَ شَعرِه، وغَضاريفَ أُذنَيه، وتحتَ حَلقِه، وإِبْطَيه، وعُمقَ سُرَّتِه وحالِبَيه (٨)، وبينَ أَلْيَتَيه، وطَيَّ رُكبَتَيه.


(١) في (أ): أو يحثيه.
(٢) كتب فوقها في (ب): أي صبه.
(٣) في (أ) و (س) و (د): ترويه.
(٤) كتب على هامش (س): أي التيامن. انتهى تقرير المؤلف.
(٥) أخرجه البخاري (١٦٨)، ومسلم (٢٦٨)، من حديث عائشة .
(٦) كتب على هامش (ب): قوله: (ويدلكه) أي: على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب، خلافًا للمالكيَّة، والمراد: [دلْك ما لا ينبو عنه الماء، وأما] دلْك ما ينبو عنه فهو واجب كما تقدَّم في باب التَّسوُّك في باب الوضوء. م خ. ما بين المعقوفتين سقط من (ب) والمثبت موافق لحاشية الخلوتي.
(٧) قوله: (بدنه) سقط من (أ) و (س).
(٨) قوله: (وحالبيه) سقط من (د).
وكتب على هامش (س): قوله: (وحالبيه) أي: أصول فخذيه. انتهى تقرير المؤلف.
وكتب على هامش (ح): قال في «الصحاح»: الحالبان عرقان يكتنفان السرة. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>