للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَ) مع (عَصْرٍ) لمغسولٍ تَشرَّب النَّجاسةَ بحسَبِ الإمكانِ، بحيثُ لا يُخاف فسادُه.

ويُفعل العَصرُ (كُلَّ مَرَّةٍ) مِنْ السَّبعِ (خَارِجَ المَاءِ)؛ ليَحصُلَ انفصالُ الماءِ عنه، فإن عصَرَه في الماء ولو سبعًا؛ فغسلةٌ واحدةٌ، يَبني عليها.

فإن لم يُمكِن عَصْرُ ما تَشرَّب النَّجاسةَ؛ دَقَّه وقَلَّبه (١) أو ثَقَّله، كلَّ غَسلةٍ حتى يَذهبَ أكثرُ ما فيه مِنْ الماء، ولا يَكفي عن عَصْرِه تَجفيفُه.

وما لا يَتشرَّب يَطهر بمرورِ الماءِ عليه وانفصالِه عنه.

(فَإِنْ كَانَتِ) النَّجاسةُ (مِنْ كَلبٍ أَوْ خِنْزِيرٍ (٢))، أو متولِّدٍ منهما، أو مِنْ أَحدِهما (٣)؛ (وَجَبَ) في تطهيرِها (٤) (تُرَابٌ طَهُورٌ (٥))، فلا يَكفي ترابٌ نَجسٌ، ولا مستعمَلٌ (٦).


(١) كتب على هامش (ب): قوله: (وقلبه): بأن لم يمكن عصره. «شرح [غاية]». فالمغسول ثلاثة أنواع: ما يمكن عصره: فلا بد من عصره. والثاني: ما لا يمكن عصره ويمكن تقليبه: فلا بد من دقه وتقليبه. والثالث: ما لا يمكن عصره ولا تقليبه: فلا بد من دقه وتثقيله، فتأمل.
(٢) كتب على هامش (ب): قوله: (أو خنزير) الخنزير بكسر الخاء، الحيوان المعروف، ونونه أصلية، وعند الجوهري زائدة. اه «مطلع».
(٣) كتب على هامش (س): قوله: (أو متولد منهما) أي: من أحدهما مع الآخر، (أو من أحدهما) أي: مع حيوان طاهر. انتهى تقرير المؤلف.
(٤) في (أ): تطهيره.
(٥) كتب على هامش (ب): وقيل: يجزئ الطَّاهر أيضًا، وهو ظاهر ما في «التَّلخيص». ا هـ. ح م ص.
(٦) كتب على هامش (ب): قوله: (ولا مستعمل) قال العلَّامة م خ: [يطلب] الفرق بين الأشنان ونحوه وبين التُّراب الطَّاهر مع أن الظاهر أن الطاهر أولى من غير التُّراب، قال: وقد يقال: إنَّ التراب الطاهر ضعفت قوته باستعماله، بخلاف الأشنان ونحوه فإنَّه باق على صفته الأصليَّة. اه.
كتب على هامش (ع) قوله: (ولا مستعمل) تأمل مع ما بعده حيث قالوا: الأشنان والصابون مما له قوة الإزالة يجزئ، مع أن ذلك طاهر، فكيف يقال: إن التراب المستعمل مع أنه يساوي الأشنان ونحوه لا يجزئ، وقد يفرق بين الأشنان والتراب المستعمل: بأن ما في الأشنان من قوة الإزالة جبر نقصه من [ … ] بخلاف التراب المستعمل، وفيه نظر.
وفي أن الأشنان ونحوه يقوم مقام التراب وجهان، قال الفروع: وهل يقوم أشنان ونحوه وقيل: لعذر مقام تراب وفاقًا لأحد قولي الشافعي؟ فيه وجهان، والله تعالى أعلم. [العلامة السفاريني].

<<  <  ج: ص:  >  >>