للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإِذْخِرَةٍ أو خِرقةٍ، فإنَّما هو بمَنزلةِ المُخاطِ والبُصاقِ» رَواه سعيدٌ (١)، ورَواه الدارَقُطنيُّ مرفوعًا (٢)، وفارق البولَ والمَذيَ: بأنَّه بَدءُ خَلقِ آدميٍّ.

(وَعَرَقُهُ) أي: عرقُ ما يُؤكَل لَحمُه؛ طاهرٌ، (وَرِيقُهُ طَاهِرٌ (٣))؛ كبَولِه وأَولى.

(وَكَذَا) أي: كما تَقدَّم في طَهارتِه: (سُؤْرُ هِرٍّ)، بضمِّ السِّينِ المهملة (٤)، وبالهمزةِ (٥)، وهو فَضْلَةُ طَعامِه وشَرابِه، (وَ) سُؤرُ (مَا) أي: حيوانٍ (دُونَهُ) أي: دونَ الهِرِّ أو مِثلَه (خِلْقَةً)، بالنصبِ على التَّميِيزِ، أي: مِنْ جهةِ الخِلقةِ، سواءٌ كان طيرًا أو غيرَه (٦).

فلَو أكَل هِرٌّ أو نحوُه (٧) أو طفلٌ نجاسةً، ثمَّ شَرِب ولو قبلَ أن يَغيب مِنْ ماءٍ يسيرٍ؛ فطَهورٌ.

قال ابنُ تَميمٍ: فيَكون الرِّيقُ مطهِّرًا لها. انتهى (٨).


(١) أخرجه عبد الرزاق (١٤٣٧)، وابن أبي شيبة (٩٢٤)، وابن المنذر في الأوسط (٧٢٢)، والدارقطني (٤٤٨)، والبيهقي في الكبرى (٤١٧٥)، وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه الدارقطني (٤٤٧)، وأشار إلى ضعفه، ورجح البيهقي وابن عبد الهادي وقفه. ينظر: السنن الكبرى ٢/ ٥٨٦، تنقيح التحقيق ١/ ١٣٦.
(٣) كتب على هامش (ع): قوله: (طاهر) غير مكروه، غير دجاجة مخلاة، والسؤر بضم السين مهموز: بقية طعام الحيوان وشرابه، والهر: القط، وإن أكل هو أو طفل ونحوهما نجاسة، ثم شرب، ولو قبل أن يغيب من مائع؛ لم يؤثر لعموم البلوى. [العلامة السفاريني].
(٤) قوله: (المهملة) سقط من (أ) و (س) و (د).
(٥) في (ب) و (ع): بالهمز.
(٦) كتب على هامش (ب): قوله: (أو غيره) كالنمس والنسناس وابن عرس والقنفذ والفأر. ا هـ.
(٧) كتب على هامش (س): أي: من البهائم. ا هـ تقرير المؤلف.
وكتب على هامش (ب): قوله: (ونحوه) أي: كنمس، وفأر، وقنفذ، ودجاجة، وبهيمة. ا هـ «شرح منتهى».
(٨) ينظر: مختصر ابن تميم ١/ ٧٢.
وابن تميم: هو محمد بن تميم الحرَّاني الحنبلي، أبو عبد الله، صاحب المختصر المشهور، وصل فيه إلى كتاب الزكاة، تفقه على مجد الدين بن تيمية، توفي وهو شاب سنة ٦٧٥ هـ. ينظر: ذيل الطبقات ٤/ ١٣١، المقصد الأرشد ٢/ ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>