للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيَقُولُ) كلٌّ منهما: (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِه الدَّعْوَةِ)، بفتحِ الدَّالِ المُهملةِ (١)، أي: دَعوةِ الأذانِ، (التَّامَّةِ) أي (٢): الكاملةِ السَّالمةِ مِنْ نقصٍ يَتطرَّق إليها، (وَالصَّلَاةِ القَائِمَةِ) التي ستَقوم وتُفعل بصِفاتِها، (آتِ)، بمدِّ الهمزةِ وكسرِ التاءِ، فعلُ دعاءٍ مبنيٌّ على حذفِ الياءِ، ومَعناه: أَعطِ، (مُحَمَّدًا) (الوَسِيلَةَ)؛ أَعلى مَنزلةٍ في الجنَّةِ، وهي منزلةُ رسولِ اللهِ ودارُه، وهي أَقربُ أَمكنةِ الجنَّةِ إلى العرشِ، (وَالفَضِيلَةَ)، هي الرُّتبةُ الزائدةُ على سائرِ الخلائقِ، أو منزلةٌ أُخرى، أو تفسيرٌ للوسيلةِ كما نقلَه في «المواهب» عن الحافظِ ابنِ كثيرٍ (٣)، (وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ (٤)) أي: الشَّفاعةَ العُظمى في موقفِ القيامةِ؛ لأنَّه يَحمده فيه الأوَّلون والآخِرون.

ثمَّ يَدعو (٥) هنا،


(١) قوله: (المهملة) سقط من (أ) و (س).
(٢) قوله: (أي) سقط من (أ) و (س).
(٣) ينظر: تفسير ابن كثير ٣/ ١٠٣، المواهب اللدنية ٣/ ٦٨٣.
وابن كثير: هو إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقيّ، أبو الفداء، عماد الدين، الحافظ، المفسر، من مصنفاته: تفسير القرآن، والبداية والنهاية، مات سنة ٧٧٤ هـ. ينظر: الإعلام للزركلي ١/ ٣٢٠.
(٤) كتب على هامش (ب): قوله: (الَّذي وعدته) عطف بيان على (مقامًا)، أو منصوب بفعل محذوف تقديره: أعني الذي وعدته، أو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو الذي وعدته. حفيد «المنتهى»، والحكمة في سؤال ذلك مع كونه واجب الوقوع بوعد الله تعالى: إظهار كرامته وعظم منزلته .
(٥) كتب على هامش (ب): قوله: (ثمَّ يدعو) أي: بما أحبَّ، ومن أفضله ما ورد وهو: اللَّهمَّ ربَّ هذه الدَّعوة الصَّادقة المستجابة المستجاب لها دعوة الحقِّ، وكلمة التَّقوى أحينا عليها وأمتنا عليها، واحشرنا عليها وابعثنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتًا، قاله في «الإقناع»، ثمَّ يسأل الله تعالى العافية في الدُّنيا والآخرة. ا هـ عبد الحيِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>